للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن محيصن والحسن «لأقطعنّ» (١) و «لأصلبنكم» (٢) هنا وفي «طه» و «الشعراء» بفتح الهمزة فيهما وسكون القاف والصّاد وتخفيف اللاّم والطّاء وفتحها من/ «قطع» و «صلب» الثّلاثي، والجمهور بضم الهمزة فيهما وفتح القاف والصّاد وكسر الطّاء وتشديدها واللاّم.

«

وعن الحسن «ويذرك» (٣) بالرّفع، على أنّه عطف على ﴿أَتَذَرُ﴾، أي: أتطلق له ذلك، أو استئناف إخبار بذلك، أو حال، ولا بد من إضمار مبتدأ، أي: وهو يذرك، والجمهور بالنّصب عطفا على «لِيُفْسِدُوا» أو على جواب الاستفهام - كما ينصب في جوابه بعد الفاء -، وأنشد عليه البيضاوي قول الحطيئة (٤):

ألم أك جاركم ويكون بيني … وبينكم المودّة والإخاء

أي: كيف يكون الجمع بين تركك موسى وقومه مفسدين، وبين تركهم إيّاك وعبادة آلهتك، أي: لا يمكن وقوع ذلك.


(١) الأعراف: ١٢٤، الشعراء: ٤٩.
(٢) الأعراف: ١٢٤، طه: ٧١، الشعراء: ٤٩، مفردة ابن محيصن: ٢٣٩، مفردة الحسن: ٢٩١، المبهج ٢/ ٥٩٧، الدر المصون ٥/ ٤٢١.
(٣) الأعراف: ١٢٧، المبهج ٢/ ٥٩٧، مفردة الحسن: ٢٩١، مفردة ابن محيصن: ٢٣٩، مصطلح الإشارات: ٢٥٠، إيضاح الرموز: ٣٩٩، الدر المصون ٥/ ٤٢٣.
(٤) البيت من الوافر، وقائله هو والحطيئة هو جرول بن أوس بن مالك بن جؤيّة العبسي، أبو مليكة توفي نحو سنة ٤٥ هجرية أسلم في عهد النبي ثم ارتد وعاد للإسلام بعد أسره، انظر: الشعر والشعراء ١/ ٣٢٣، الأغاني ٢/ ٥٧٥، الإصابة ٢/ ١٧٦، والأعلام ٢/ ١١٨، يريد أن يقول كنت جاركم وعدلت عن ذلك لأنكم لستم أهلا للجوار والمودة، وهو في ديوانه: ٥٤، وشرح أبيات الكتاب ٢/ ٧٣، وشرح شذور الذهب: ٤٠٣، وشرح شواهد المغني: ٩٥٠، والكتاب ٣/ ٤٣، وشرح قطر الندى: ٧٦، وهمع الهوامع ٢/ ١٣، والشاهد من البيت أن «أك» أصلها «أكن» مجزوم بالسكون، والنون محذوفة للتخفيف، و «يكون» مضارع ناقص منصوب بأن المضمرة بعد واو المعية في جواب الاستفهام الاستنكاري، والظرف الأول «بيني» خبرها مقدم، والمودة اسمها مؤخر، انظر المعجم المفصل ١/ ٢٧، وشرح الشواهد الشعرية ١/ ٧١، شرح أبيات المفصل ٢/ ٩٤٠، تفسير البيضاوي ٣/ ٥٠، وكذلك ذكر البيت صاحب الدر المصون ٥/ ٤٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>