للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

سبق القول في إمالة ﴿حم﴾ (١) إضجاعا وتقليلا وفتحا كالسكت وفي عين من ﴿عسق﴾ المدّ المشبع لالتقاء السّاكنين، وخصه في (الهداية) بورش من طريق الأزرق، والتّوسّط نظرا لفتح ما قبل الحرف ورعاية للجمع بين السّاكنين، والقصر إجراءا لها مجرى الحروف الصحيحة، وسبق التنبيه على ذلك في أوّل «مريم» كباب المدّ.

واختلف في «﴿يُوحِي﴾» (٢) فابن كثير بفتح الحاء مبنيّا للمفعول والقائم مقام الفاعل إمّا إليك والكاف منصوب المحل، وإما ضمير مستتر يعود على «﴿كَذلِكَ﴾» لأنّه مبتدأ، والتقدير: مثل ذلك الإيحاء يوحى هو إليك، فمثل ذلك مبتدأ، ويوحى هو إليك خبره، قاله في (الدر)، وافقه ابن محيصن، وقرأ الباقون بكسر وياء بعدها مبنيّا للفاعل وهو الله - تعالى -، ولذلك رفع، و ﴿إِلَيْكَ﴾ في محل نصب، أي: يوحي الله إليك، "والمعنى أوحى إليك مثل ما أوحى إلى الأنبياء المتقدمين، وقيل: هذه السّورة أوحيت إلى كلّ نبي قبله" (٣).

وقرأ «يكاد» (٤) بالياء على التذكير ﴿يَتَفَطَّرْنَ﴾ بفتح الياء من تحت والتّاء من فوق وتشديد الطّاء نافع، والكسائي، وقرأ أبو عمرو وأبو بكر، وكذا يعقوب ﴿تَكادُ﴾ بتاء التّأنيث و «ينفطرن» بالياء والنّون، وافقهم اليزيدي والشّنبوذي، وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص وحمزة، وكذا أبو جعفر وخلف ﴿تَكادُ﴾ بالتّأنيث


(١) الشورى: ١، النشر ٢/ ٣٦٧، غافر: ١، ٧/ ٣٧٨، مريم: ١، ٦/ ٧٩، باب المد ٢/ ٣٣٦.
(٢) الشورى: ٣، النشر ٢/ ٣٦٧، المبهج ٢/ ٨٠١، مفردة ابن محيصن: ٣٢٦، مصطلح الإشارات: ٤٧٠، إيضاح الرموز: ٦٤٢، الدر المصون ٩/ ٥٣٧.
(٣) كنز المعاني ٥/ ٢٢٦٨.
(٤) الشورى: ٥، النشر ٢/ ٣٦٧، المبهج ٢/ ٨٠١، مصطلح الإشارات: ٤٧٠، إيضاح الرموز: ٦٤٢، تفسير البيضاوي: ٥/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>