للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق الأزرق بالفتح والتّقليل، والباقون بالفتح، وكذا حكم ﴿فُرادى﴾ (١) في «سبأ».

وأمال ﴿وَما نَرى مَعَكُمْ﴾ (٢) أبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش واليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأزرق بين بين، والباقون بالفتح.

ويوقف على ﴿شُرَكاءُ﴾ (٣) ونحوه ممّا رسمت صورة الهمزة فيه واو لحمزة وهشام بالإبدال ألفا مع المدّ والقصر والتوسّط، والتّسهيل بين بين مع المدّ والقصر فهذه خمسة أوجه، وإذا أبدلت الهمزة ياء على وجه اتّباع الرّسم فالمدّ والتّوسّط والقصر مع سكون الياء والقصر مع روم حركتها والمدّ والقصر والتّوسط مع إشمام حركة الواو فتصير اثنا عشر وجها (٤)، ويوافقهما الأعمش بخلف عنه.

واختلف في ﴿تَقَطَّعَ﴾ (٥) فنافع وحفص والكسائي وكذا أبو جعفر بنصب النّون على أنّ الفاعل مضمر يعود على الاتصال، والاتصال وإن لم يكن مذكورا حتى يعود عليه ضمير لكنّه تقدّم ما يدل عليه وهو لفظة ﴿شُرَكاءُ﴾، فإنّ الشّركة تشعر بالاتّصال، والمعنى: لقد تقطّع الاتصال بينكم فانتصب «بينكم» على الظّرفية، وافقهم الحسن، وقرأ الباقون بالرّفع على أنّه اتّسع في هذا الظّرف فأسند الفعل إليه فصار اسما كسائر الأسماء المتصرف فيها، ويدل على ذلك قوله - تعالى - ﴿وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ﴾ (٦) فاستعمله مجرورا ب «من» أو على أنّ بين اسم غير ظرف، وإنّما معناها الوصل أي: لقد تقطع وصلكم فيستعمل للوصل والفراق (٧).


(١) الأنعام: ٩٤، سبأ: ٤٦.
(٢) الأنعام: ٩٤، إيضاح الرموز: ٢٠١، باب الإمالة ٢/ ٣٢٠.
(٣) الأنعام: ٩٤.
(٤) وقف حمزة وهشام ٢/ ٢٢٠.
(٥) الأنعام: ٩٤، الخلاف في كلمة «بينكم» النشر ٢/ ٢٦٠، مصطلح الإشارات: ٢٣٣، إيضاح الرموز: ٣٧٩، الدر المصون ٥/ ٤٨.
(٦) فصلت: ٥، مصطلح الإشارات: ٢٣٣، إيضاح الرموز: ٣٧٩.
(٧) الدر المصون ٥/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>