للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الرعد]

مكّيّة في قول ابن عباس ومجاهد وابن جبير (١)، مدنية (٢) في قول قتادة إلاّ ﴿وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ (٣)، وعنه من أوّلها إلى ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً﴾ (٤).


(١) ورد القول بمكية السورة في رواية مجاهد عن ابن عباس، ومن طريق علي بن طلحة عن ابن عباس، وهو أقوى طرق ابن عباس وأصحها، وعن سعيد بن جبير وعطاء بن يسار وقتادة في رواية عنه، وإليه ذهب جمهور المفسرين، وكذلك تذهب الكثير من روايات أسباب النزول إلى مكية السورة، انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس ٢/ ٤٧٨، والمحرر الوجيز ١٠/ ٣، البحر المحيط ٦/ ٤٠٢، تفسير ابن كثير ٢/ ٥٠٤، البصائر ١/ ٣٦٣، زاد المسير ٤/ ٢٩٩، المكي والمدني ١/ ٤٨٠، وكذلك من حيث النظر فالمتأمل في مضمون السورة وقضاياها ليجد علامات المكية، واضحة قال ابن عاشور في التحرير والتنوير ١٣/ ٧٦: "ومعانيها جارية على أسلوب القرآن المكي من الاستدلال على الوحدانية، وتقريع المشركين وتهديدهم، والأسباب التي أثارت القول بأنها مدنية أخبار واهية"، ويقول سيد قطب في الظلال ٤/ ٢٠٦٦: "إن افتتاح السورة وطبيعة الموضوعات التي تعالجها، وكثيرا من التوجيهات فيها … كل أولئك يدل دلالة واضحة على أن السورة مكية وليست مدنية كما جاء في بعض الروايات والمصاحف"، ومن خلال ما سبق يظهر أن السورة مكية كما قال أكثر العلماء، وانظر: حسن المدد: ٧٨.
(٢) يرى بعض العلماء أن السورة مدنية كلها كما أخرجه ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: "نزلت الرعد بالمدينة"، وهو من نفس الطريق عن ابن عباس كما في الدر المنثور للسيوطي ٤/ ٥٩٩، عن قتادة وغيره، وكذلك ما تدل عليه بعض روايات أسباب النزول مثل نزول ﴿اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى﴾ في قدوم ابن قيس على الرسول إلى المدينة وحديثه معه كما أخرجه الطبراني في الكبير ١٠/ ٣١٢ (١٠٧٦٠)، والأوسط ١٠/ ٦١ (٩١٢٣) والحديث كما قال الهيثمي في المجمع ٧/ ٤٥ في إسناده عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف، وما أخرجه الطبري في تفسيره ١٦/ ٣٩١ في اليهودي الذي قال للرسول : أخبرني عن ربك من أي شيء هو؟ من لؤلؤ أو من ياقوت؟ فجاءت صاعقة فأخذته فأنزل الله ﴿وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ،﴾ والخبر مرسل وفيه ليث بن أبي أسلم وهو صدوق اختلط أخيرا كما في التقريب ٢/ ١٣٨، ولم يتميز حديثه، والمثنى بن إبراهيم وهو مجهول، فالخبر ضعيف الإسناد أيضا، يظهر من خلال ضعف الروايات ضعف القول فالروايات السابقة لا تقوم بها حجة، انظر: المكي والمدني ١/ ٤٨٤، حسن المدد: ٧٨.
(٣) الرعد: ٣١، فعن قتادة وغيره كما أخرجه في الدر المنثور عن ابن المنذر وأبو الشيخ، وهو قول مردود لما ورد في مكيتها قولا واحدا، قال في البحر ٦/ ٤٠٢: "والجمهور على أنها مكية".
(٤) الرعد: ٣١، أخرج أبو يعلى سبب نزول ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ في آخر الخبر: فنزلت -

<<  <  ج: ص:  >  >>