للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبدل الهمزة الثّانية ياء مفتوحة من ﴿هؤُلاءِ أَمْ﴾ (١) نافع وابن كثير وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر ورويس، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين، ووافقهم الحسن والأعمش.

واختلف في ﴿أَنْ نَتَّخِذَ﴾ (٢) فأبو جعفر بضمّ النّون وفتح الخاء مبنيّا للمفعول، واتخذ ممّا يتعدى تارة لواحد لقوله ﴿أَمِ اِتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ﴾، وتارة إلى اثنين كقوله: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اِتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ﴾ فقيل هذه القراءة منه والأوّل الضّمير في ﴿نَتَّخِذَ﴾، والثّاني: ﴿مِنْ أَوْلِياءَ﴾ و ﴿مِنْ﴾ للتبعيض، أي: لا نتخذ بعض أولياء، قاله الزّمخشري، وقال ابن جني (٣): ﴿مِنْ أَوْلِياءَ﴾ في موضع الحال، ودخلت ﴿مِنْ﴾ لزيادة النّفي المتقدم كقولك: ما اتخذت زيدا من وكيل، وقيل: إن من أولياء هو المفعول الثّاني إلاّ أن ﴿مِنْ﴾ مزيدة في المفعول الثّاني قال في (الدر) ك (البحر): وهذا مردود بأنّ من لا تزاد في المفعول الثّاني إنّما تزاد في الأوّل انتهى، وافقه الحسن، وقرأ الباقون بفتح النّون وكسر الخاء مبنيّا للفاعل، و ﴿مِنْ أَوْلِياءَ﴾ مفعوله وزيدت فيه من وحسّن زيادتها انسحاب النّفي على ﴿نَتَّخِذَ﴾ لأنّه معمول لينبغي، وإذا انتفى الانبغاء لزم منه انتفاء متعلقه وهو: اتخاذ ولي من دون الله.

واختلف في ﴿فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ﴾ (٤) فروى ابن شنبوذ عن قنبل بالياء من تحت، أي: فقد كذبكم الآلهة بما يقولون:" سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ … إلى آخره "، وقيل المعنى: فقد كذبكم أيها المؤمنون الكفار بما يقولون من


(١) الفرقان: ١٧، النشر ١/ ٣٨٧، الهمزتين من كلمة ٢/ ١٩٤.
(٢) الفرقان: ١٨، النشر ٢/ ٣٣٤، المبهج ٢/ ٧٢٦، مفردة الحسن: ٤٠٩، الكشاف ٣/ ٢٦٦، مصطلح الإشارات: ٣٨٩، إيضاح الرموز: ٥٦٠، البحر المحيط ٨/ ٩١، الكشاف ٣/ ٢٦٨، الدر المصون ٨/ ٤٦٦.
(٣) المحتسب ٢/ ١٢٠.
(٤) الفرقان: ١٩، النشر ٢/ ٣٣٥، المبهج ٢/ ٧٢٦، الكشاف ٣/ ٢٦٦، مصطلح الإشارات: ٣٩٠، إيضاح الرموز: ٥٦٠، الدر المصون ٨/ ٤٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>