للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلّ من استفهم فهو على قاعدته المقررة في ﴿أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ﴾ من التّحقيق والتّسهيل، والفصل وعدمه إلاّ أنّ أكثر الطّرق عن هشام/على الفصل كما في (الشّاطبيّة) كأصلها وفاقا لسائر المغاربة وأكثر طرق المشارقة، وأجرى الخلاف عنه قوم كما مرّ في القسم الأوّل المتّفق عليه من هذا الضرب (١)، ويأتي إن شاء الله - تعالى - بيان ذلك مفصلا موجها في سورة الرّعد مع التّنبيه على كلّ موضع في محلّه من سورته بعون الله وقوته (٢).

الضرب الثّالث: المضمومة ولا تكون إلاّ بعد همزة الاستفهام:

وهو أيضا قسمان: متفق عليه، ومختلف فيه:

فالأوّل المتّفق عليه: ووقع في ثلاثة مواضع ﴿قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ﴾ «آل عمران»، و ﴿أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ﴾ في «ص»، و ﴿أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ﴾ في «القمر» (٣):

فقرأ قالون وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر بتسهيل الثّانية وإدخال ألف بين الهمزتين، وافقهم اليزيدي، لكنّه اختلف في إدخال الألف عن قالون وأبي عمرو؛ فالفصل لقالون طريق أبي نشيط والحلواني في (جامع البيان) من قراءته على أبي الحسن، وعن أبي نشيط من قراءته على أبي الفتح، وهو في (الشّاطبيّة) ك (التّيسير)، والجمهور على الفصل من الطريقين، وروى عنه القصر من الطريقين ابن الفحّام وهو في (الجامع) من طريق الحلواني، وبه قطع في (العنوان)، وأمّا أبو عمرو فروى عنه الإدخال في (جامع البيان) وكذا غيره، وروى عنه القصر جمهور المغاربة والعراقيين ولم يذكر في (التّيسير) غيره، وأجرى الوجهين له في (الشّاطبيّة)، ولا خلاف عن أبي جعفر، وقرأ ورش وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير فصل بينهما، ووافقهم ابن


(١) النشر ١/ ٣٧٣، والنقل بتصرف، التيسير: ٣٢.
(٢) النشر ١/ ٣٧٤، المبهج ١/ ٢٧٢، إيضاح الرموز: ١٣٦.
(٣) المواضع الثلاثة على الترتيب: آل عمران: ١٥، ص: ٨، القمر: ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>