للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو، أي: نسبته إلى أمه فقط قول الحق، و ﴿اِبْنُ مَرْيَمَ﴾ يجوز أن يكون نعتا أو بدلا/ أو بيانا أو خبرا ثانيا.

وعن المطّوّعي «فيه تمترون» (١) بتاء الخطاب والجمهور بياء الغيبة، و «امترى» «افتعل»، إمّا من «المرية» وهي الشك، وإمّا من «المراء» وهو المجادلة والملاحاة.

وقرأ «كن فيكون» (٢) بالنّصب ابن عامر كما تقدّم في «البقرة» (٣).

واختلف في ﴿وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ﴾ (٤) وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بكسرها على الاستئناف، ووافقهم الأعمش، ويؤيدها قراءة أبيّ «إن الله» بالكسر دون واو، فنافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بفتح الهمزة على حذف حرف الجر متعلقا بما بعده، والتقدير: ولأن الله ربي وربكم فاعبدوه كقوله - تعالى - ﴿وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً﴾، والمعنى: لوحدانيته أطيعوه، وإليه ذهب الزّمخشري (٥) تبعا للخليل وسيبويه (٦)، أو يكون عطفا على الصّلاة، والتقدير: وأوصاني بالصلاة وبأنّ الله، وإليه ذهب الفرّاء (٧)، ولم يذكر مكّي غيره (٨)، ويؤيده ما في مصحف أبيّ «وبأن الله ربي» بإظهار الباء الجارة، وقد استبعد هذا القول لكثرة الفواصل بين المتعاطفين، وأمّا ظهور الباء في مصحف أبيّ فلا يرجح هذا لأنّها باء السببية، والمعنى: بسبب أنّ الله ربي وربكم فاعبدوه فهي


(١) مريم: ٣٤، المبهج ٢/ ٦٩٢، مصطلح الإشارات: ٣٤٧، إيضاح الرموز: ٥١٥، البحر المحيط ٧/ ٢٦١، الدر المصون ٧/ ٥٩٩.
(٢) مريم: ٣٥، النشر ٢/ ٣١٩، مصطلح الإشارات: ٣٤٧، إيضاح الرموز: ٥١٥.
(٣) سورة البقرة: ١١٧، ٣/ ١٣٤.
(٤) مريم: ٣٦، النشر ٢/ ٣١٩، المبهج ٢/ ٦٩٢، مصطلح الإشارات: ٣٤٧، إيضاح الرموز: ٥١٥، الدر المصون ١٠/ ١٣٥.
(٥) الكشاف ٢/ ٥٠٩.
(٦) سيبويه يرى أن المحل هو الجر، والخليل يرى أن المحل هو النصب، الكتاب ١/ ٤٦٤.
(٧) معاني القرآن للفراء ٢/ ١٦٨.
(٨) المشكل ٢/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>