للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبه ثقتي

يقول الفقير أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني، حمد (١) الله تعالى عواقبه، وبلّغه من خيري الدارين مآربه (٢):

الحمد لله الذي أنزل كتابه العزيز بالسّبعة الأحرف تسهيلا علينا وتيسيرا، وفهّمنا وجوه قراءاته، فهمنا (٣) في طرق رواياته، منتشقين (٤) من نشرها الأريج (٥) عبيرا.

أحمده على أن منّ في قراءته بالاهتداء لحسن الأداء (٦)، وأشكره على ما أنعم في تلاوته من التّبصرة لمواقع الوقف والابتداء، وأشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، الذي لا تحدّه الحدود، ولا تحصره الجهات، المتكلم بكلام قديم ليس من جنس الحروف والأصوات المحدثات (٧).


(١) في غير الأصل و (ط) [أحمد]، وأحمد الرجل أي صار أمره إلى الحمد، وأحمد أمره: صار عنده محمودًا، وحمده شكره وجازاه وقضي حقه، تاج العروس ٣٩/ ٨.
(٢) في النسخ الأخري: "بسم الله الرحمن الرحيم ربنا آتينا الله الرحمن الرحيم ربنا آتينا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، قال الشيخ الإمام العالم العلامة، فريد، دهره ووحيد عصره، شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام العالم العلامة شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن الشيخ الإمام العالم العلامة زين الدين أبي بكر أحمد القَسْطَلاني؛ أَحْمَدَ اللهُ تعالى عَواقِبَه، وبلَّغه من خَيْرَي الدَّارِين مآربه. آمين".
(٣) الهَيام أشدّ العشق، وهام فيه: إذا ذهب فيه كل مذهب، وتناول أنواعه، الوسيط ٢/ ١٠٤٦.
(٤) انتشق الماء وغيره جذب منه بالنفس في أنفه، وتنشق الرائحة شمها، المعجم الوسيط ٢/ ٩٦٠، مادة: نشق.
(٥) في (ب) [من ريح نشرها الأريج]. أرج الطيب فاح، وانتشر فيه الطيب، الوسيط ١/ ١٣.
(٦) من براعة الإستهلال ما جاء به المؤلف من ذكره للحديث الأحرف السبعة، ثم لبعض كتب القراءات والوقف في فقرة المقدمة حيث ذكر: "السبعة" لابن مجاهد، والتيسير للداني، والنشر لابن الجزري، الاهتداء في الوقف والابتداء لكل من الداني وابن الجزري، والتبصرة لمكي
(٧) يجب وصف الله بما وصف به نفسه، والقرآن كلام الله لفظه ومعناه، ولم يقل أحد من السلف أن كلام الله قديم كما ادعى ابن كلاب انظر: لمعة الاعتقاد ١٥، مجموع الفتاوى ١٢/ ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>