للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في (التّيسير) وكأنّه اكتفى باستثنائها في غيره أو لكونها من واحد غير مهموز أو من أجل لزوم البدل له فلم يحتج إلى استثنائها، وعبارته في (الإيجاز): أجمع أهل الأداء على ترك إجازة التّمكين للألف في قوله ﴿لا يُؤاخِذُكُمُ﴾ و ﴿لا تُؤاخِذْنا﴾ و ﴿وَلَوْ يُؤاخِذُ﴾ حيث وقع، قال: وكان ذلك عندهم من «واخذت» غير مهموز، وفي (مفرداته)، وفي (جامع البيان) نحو ذلك.

وأمّا قول الشّاطبي (١):

وبعضهم يؤاخذكم

فتعقب بأنّ رواة المدّ كلّهم مجمعون على استثنائه فلا خلاف في قصره كما نصّ عليه ابن القصّاع وغيره، واعتذر في (النّشر) عن الشّاطبي بأنّه: "ظنّ بكونه لم يذكره في (التّيسير) أنّه داخل في الممدود لورش بمقتضى الإطلاق" (٢) فذكره.

واختلف القائلون بالمد في ثلاث كلم وأصل مطرد: فأمّا الكلمات:

فأوّلها: ﴿إِسْرائِيلَ﴾ (٣) حيث وقعت فاستثناها في (الشّاطبيّة) كأصلها لتخفيف الثقل باجتماع مدّ الألف المتّصلة والياء المنفصلة غالبا، والتركيب والعجمة، وكثرة دورها، ونصّ على مدّها في (العنوان) وهو ظاهر عبارة مكّي والأهوازي وغيرهما.

والكلمة الثّانية: آلئن المستفهم بها في سورة «يونس» في موضعين ﴿آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ﴾ (٤) فاستثناهما الدّاني في (الجامع)،


(١) جامع البيان ٢/ ٤٨٠، الشاطبية البيت (١٧٤).
(٢) النشر ١/ ٣٨٤.
(٣) كما في البقرة: ٤٠، ٤٧، ٨٣، العنوان: ٤٤، التبصرة: ٦١، النشر ١/ ٣٤١، الشاطبية في قوله:
سوى ياء إسرائيل أو بعد ساكن … صحيح كقرآن وسئولا اسألا
(٤) يونس: ٥١، ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>