للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واتّفقوا على الخطاب في ﴿عَمّا تَعْمَلُونَ * تِلْكَ أُمَّةٌ﴾ (١)، وإن اختلفوا في «أم يقولون» قبله لأنّه جاء بعد «أم يقولون» ما قطع حكم الغيبة، وهو قوله ﴿قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ﴾.

وأمال ﴿وَلاّهُمْ﴾ (٢) حمزة والكسائي وكذا خلف، ووافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والتقليل، وبه قرأ قالون من (العنوان) والباقون بالفتح.

وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس ﴿يَشاءُ إِلى﴾ (٣) بتحقيق الأولى وإبدال الثّانية واوا خالصة مكسورة فدبروها بحركتها وحركة ما قبلها، وهذا مذهب الأكثر من المتقدمين، وقال الأكثر من المتأخرين يسهل بين الهمزة والياء فدبروها بحركتها، وحكى تسهيلها كالواو تدبر الهاء بحركة ما قبلها وهو مفهوم قول (الحرز) (٤):

يشاء إلى كالياء أقيس

فيكون كالواو مقدر، هكذا قاله شراح كلامه كالجعبري، فتحصّل ثلاثة أوجه: واو خالصة، وكالواو، وكالياء، لكن تعقب في (النّشر) وجه، كالواو بأنّه لا يصح نقلا ولا يمكن لفظا لأنّه لا تمكّن منه إلاّ بعد تحريك (٥) كسر الهمزة ضمة أو يكلف إشمامها الضّم " (٦)، قال:" وكلاهما لا يجوز ولا يصح " (٧)، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بالتحقيق، وافقهم الحسن والأعمش، ويوقف لحمزة على ﴿يَشاءُ إِلى﴾ بالثلاثة الجائزة لنا في القرّاء وصلا وهي التّحقيق/على مذهب الجمهور، وبين بين


(١) البقرة: ١٤٠، ١٤١.
(٢) البقرة: ١٤٢.
(٣) البقرة: ١٤٢، النشر ١/ ٣٨٧، الشاطبية البيت (٢١١)، وكنز المعاني ٢/ ٤٤٢.
(٤) البيت: ٢١١ من الشاطبية.
(٥) في النشر ١/ ٣٨٩:" تحويل ".
(٦) النشر ١/ ٣٨٩.
(٧) النشر ١/ ٣٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>