للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعمش، وقرأ الباقون بالغيب لأنّه إخبار عن اليهود والنصارى، وهم غيب، ومناسبة لقوله - تعالى - ﴿فَإِنْ آمَنُوا﴾ … ﴿فَقَدِ اِهْتَدَوْا﴾ ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ﴾ (١).

وقرأ ﴿قُلْ أَأَنْتُمْ﴾ هنا و «الفرقان» (٢) بتسهيل الهمزة الثّانية بين بين مع إدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر، وافقهم اليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير، وكذا رويس بالتّسهيل كذلك لكن من غير ألف بينهما، وافقهم ابن محيصن، وبه قرأ الأزرق عن ورش، وله عنه أيضا إبدالها ألفا خالصة مع المدّ للسّاكنين، وهي قراءة متواترة أجازها الكوفيون فلا نلتفت لمن اعترضها، وقرأ ابن ذكوان وهشام من مشهور طرق الدّاجوني وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا روح وخلف بالتحقيق من غير ألف، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ الجمّال عن الحلواني عن هشام بالتحقيق وإدخال الألف بينهما.

فتحصّل لهشام ثلاثة أوجه: التّسهيل بين بين مع إدخال الألف من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني، والتّحقيق مع الألف أيضا من طريق الجمّال عن الحلواني، والتّحقيق من غير ألف من مشهور طرق الدّاجوني.

وإذا وقف لحمزة فبالسكت على اللاّم مع تحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثّانية، وبعدم السّكت مع تحقيق الأولى وتسهيل الثّانية، وبعدم السّكت أيضا مع تحقيقهما، وبنقل حركة الهمزة الأولى إلى اللاّم مع تسهيل الثّانية، ولا يجوز مع التّحقيق، فهذه خمسة أوجه، "وحكي السّكت وعدمه، والنّقل مع إبدال الثّانية ألفا على ما ذكر في (الكافي)، وحكيت هذه الثّلاثة أيضا مع حذف إحدى الهمزتين على صورة اتّباع الرسم، ولا يصحّ سوى الخمسة"، قاله في (النّشر) (٣)، وافقه الأعمش بخلف عنه.


(١) كنز المعاني ٣/ ١١٨٠.
(٢) البقرة: ١٤٠، الفرقان: ١٧.
(٣) النشر ١/ ٤٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>