للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

قرأ «النبي» بالهمز نافع (١).

واختلف في ﴿بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾ و ﴿بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً﴾ (٢) فأبو عمرو بالغيب فيهما على أن الواو ضميرا ل ﴿الْكافِرِينَ﴾ ﴿وَالْمُنافِقِينَ﴾ /، أي: أن الله خبير بمكائدهم فيدفعها عنك، وافقه الحسن واليزيدي، وبذلك قرأ رويس من (المبهج) كما نقله عنه ابن القاصح (٣)، وقرأ الباقون بالخطاب مناسبة لقوله ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اِتَّقِ اللهَ﴾ و ﴿وَاِتَّبِعْ﴾ في الأولى، ويجوز أن يكون من باب الإلتفات، والظاهر أنّ الأمر للنبي تفخيما لشأن التقوى، وإذا كان هو [] (٤) مأمورا بذلك فغيره أولى، وقيل: هو خطاب له لفظا ولأمته معنى، وفي الثّانية مناسبة لقوله ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ﴾ وقوله ﴿إِذْ جاؤُكُمْ﴾ إلى آخرها.

واختلف في ﴿اللاّئِي﴾ (٥) هنا و «المجادلة» وموضعي «الطلاق» فقالون وقنبل وكذا يعقوب بحذف الياء وتحقيق الهمزة المكسورة على وزن «القاضي» بحذف يائه حذفوا الياء واجتزؤوا عنها بالكسرة، وقرأ ورش، وكذا أبو جعفر بحذف الياء وتسهيل الهمزة بين بين، وافقه ابن محيصن، وبذلك قرأ البزّي وأبو عمرو بخلف عنهما ووافقهما اليزيدي، وهذه طريقة العراقيين، وزعم بعضهم أنّه لم يصح عنهم غيرها، وهو تخفيف قياسي، وقرأ البزّي وأبو عمرو ووافقهما اليزيدي في وجههم


(١) باب الهمز المفرد ٢/ ١٤١.
(٢) الأحزاب: ٢، ٩، النشر ٢/ ٣٤٨، المبهج ٢/ ٧٦٣، مفردة ابن محيصن: ٣٠٩، مصطلح الإشارات: ٤٢٤، إيضاح الرموز: ٥٩٥، الدر المصون ٩/ ٩١ البحر المحيط ٨/ ٤٤٣.
(٣) أي في مصطلح الإشارات: ٤٢٤.
(٤) ما بين المعقوفتين من (س).
(٥) الأحزاب: ٤، النشر ٢/ ٣٤٨، المبهج ٢/ ٧٦٣، مفردة الحسن: ٤٣٥، مفردة ابن محيصن: ٣٠٩، مصطلح الإشارات: ٤٢٤، إيضاح الرموز: ٥٩٥، الدر المصون ٩/ ٩٢، البحر المحيط ٨/ ٤٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>