للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها] (١)

واختلف في ﴿لَهَبٍ﴾ (٢) الأوّل فابن كثير بإسكان الهاء، ووافقه ابن محيصن، وقرأ الباقون بفتحها لغتان ك: «الشّعر والشّعر»، و «النهر والنهر»، و «الضجر والضجر» وما أشبه ذلك ممّا عينه أو لامه حرف حلق، قال جار الله: "وهو من تغيير الأعلام كقولهم: شمس بن مالك بالضّم"، يعني سكون الهاء في «لهب» وضم الشّين في «شمس»، ويعني من قول الشاعر (٣):

إنّي لمهد من ثنائي فقاصد … به لابن عمّ الصّدق شمس بن مالك

وتعقبه في «البحر» (٤) فقال: "أمّا أبو لهب فالمشهور في كنيته فتح الهاء، وأمّا شمس بن مالك فلا يتعين أن يكون من تغيير الأعلام بل يمكن أن يكون مسمى ب" شمس " المنقول من شمس الجمع كما جاء:" أذناب خيل شمس " (٥) "، وخرج بالأوّل الثّانية


(١) زيادة يقتضيها السياق.
(٢) المسد: ١، النشر ٢/ ٤٠٥، المبهج ٢/ ٨٩٧، مفردة ابن محيصن: ٤٠٢، مصطلح الإشارات: ٥٦٦، إيضاح الرموز: ٧٣٦، الكشاف ٤/ ٨١٤.
(٣) البيت من الطويل، وهو لتأبط شرا وهو في ديوانه: ١٤٨، وشرح الرضى على الكافية ١/ ١٢٥، شرح شافية ابن الحاجب ٣/ ١٤٢، وخزانة الأدب ١/ ٢٠٠، وشرح الحماسة للمرزوقي ٩٢/ ١، المعجم المفصل ٥/ ٢٧٩، شرح الشواهد ٢/ ٢٠٢، والبيت يروى بفتح الشين وضمها كما في تاج العروس ١٦/ ١٧١، والشاهد في البيت: أن «شمس» مصروف، مع أنّه معدول عن «شمس» بالفتح، قال: وإنّما صرفه؛ لكونه لم يلزم الضم فإنّه سمع فيه الفتح أيضا، فلما لم يلزم الضم لم يعتبر عدله، ولو لزم الضم لصرف أيضا لأنه يكون منقولا من «شموس» لا معدولا من «شمس» بالفتح، وشمس بن مالك هو الشنفرى الأزدي صاحب تأبط شرا.
(٤) البحر المحيط ١٠/ ٥٦٦.
(٥) الحديث في «صحيح مسلم» عن جابر بن سمرة قال: كنا إذا صلينا مع رسول الله قلنا: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، وأشار بيده إلى الجانبين، فقال رسول الله : "علام تؤمّنون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس، إنما يكفي أحدكم ان يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله"، مسلم ١/ ٣٣٢ (٤٣٠)، وشمس: بضم الشين والميم من شمس: جمع شموس، كقولك: رسول وجمعه رسل، والشموس: الذي يمنع ظهره، أي لا -

<<  <  ج: ص:  >  >>