للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

قرأ ﴿الْقُرْآنَ﴾ (١) بالنقل ابن كثير، ووافقه ابن محيصن كما في «النّقل».

واختلف في ﴿وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ﴾ (٢) فابن عامر بالنّصب في الثّلاثة على الاختصاص، أي: وأخص، قاله جار الله، وتعقبه السمين فقال: فيه نظر؛ لأنّه لم يدخل في مسمّى الفاكهة والنخل حتى يخصه من بينها، وإنّما المراد إضمار فعل وهو: أخصّ، فليس هو الاختصاص الصناعي، ويحتمل أن يكون معطوفا على ﴿وَالْأَرْضَ﴾، قاله مكّي (٣): "لأنّ قوله ﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَها﴾ "، أي: خلقها، فعطف ﴿وَالْحَبُّ﴾ على ذلك، ويحتمل أيضا أن يكون منصوبا ب «خلق» مضمرا، أي:

وخلق الحب، وهذه القراءة متواترة موافقة للمصحف الشّامي فإنّ «ذا» فيه بالألف، وجوزوا/في ﴿وَالرَّيْحانُ﴾ أن يكون على حذف مضاف، أي: وذا الريحان، فحذف/ ٤٣٢ ب/ المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه نحو: ﴿وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ﴾، وقرأ حمزة والكسائي، وكذا خلف برفع الأوّلين وجر «الرّيحان» عطفا على ﴿الْعَصْفِ﴾، وهو يؤيد قول من حذف المضاف في قراءة ابن عامر، ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون برفع الثّلاثة عطفا على المرفوع قبله (٤)، ﴿وَالْحَبُّ﴾: كالحنطة والشعير وما يتغذى به الإنسان، و ﴿الْعَصْفِ﴾: ورق النبات اليابس كالتين الذي تأكله الدواب، و ﴿وَالرَّيْحانُ﴾ ما يشم، وبدأ بالفاكهة وختم بالمشموم، وبينهما النخل والحب ليتحصل ما به يتفكّه وما به يتقوّت، وما به تقع اللذاذة من الرائحة الطيبة، أو المراد بالريحان الرزق من قولهم:

خرجت أطلب ريحان الله، قال في (البحر): "ويبعد دخول المشموم في قراءة الجر"،


(١) الرحمن: ٢، النشر ٢/ ٣٨١، المصطلح: ٥١٠، إيضاح الرموز: ٦٨٣، باب النقل ٢/ ١٥١.
(٢) الرحمن: ١٢، النشر ٢/ ٣٨١، المبهج ٢/ ٨٣٤، مصطلح الإشارات: ٥١٠، إيضاح الرموز: ٦٨٣، الكشاف ٤/ ٤٤٥، الدر المصون ١٠/ ١٥٩، البحر المحيط ١٠/ ٥٨.
(٣) مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٤٢.
(٤) أي: «فاكهة».

<<  <  ج: ص:  >  >>