للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«القصص»، و ﴿أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا﴾ ب «فصلت» (١) فابن كثير بتشديد النّون فيها كلّها، وقرأ أبو عمرو وكذا/رويس بالتّشديد كذلك في ﴿فَذانِكَ﴾ وافقهما اليزيدي والحسن والشنبوذي عن الأعمش وتسمى هذه الأسماء في الاصطلاح مبهمات، وهي مبنية للافتقار (٢) فالتّشديد في الموصول على جعل إحدى النّونين عوضا من الياء المحذوفة التي كان ينبغي أن تبقى، وذلك أن: «الذي» مثل: «القاضي» و «العاصي» تثبت ياؤه في التثنية، فكان حق ياء «الذي» و «التي» أن تثبت في التثنية، ولكنّهم حذفوها: إمّا لأنّ هذه تثنية على غير قياس، لأنّ المبهمات لا تثنّى حقيقة إذ لا يثنى إلاّ ما ينكّر؟، والمبهمات لا تنكر، فجعلوا الحذف منبها على هذا، وإمّا لطول الكلام بالصلة، وزعم ابن عصفور أنّ تشديد النّون لا يجوز إلاّ مع الألف كالآية التي هنا، ولا يجوز مع الياء في الجر والنّصب، وقراءة ابن كثير في «حم السجدة» ﴿أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا﴾ (٣) حجّة عليه، وقرأ الباقون بالتّخفيف فيهنّ.

ونقل همزة ﴿تُبْتُ الْآنَ﴾ (٤) إلى اللاّم ورش، وكذا ابن وردان بخلف عنه، ويوقف عليه لحمزة.

واختلف في ﴿كَرْهاً﴾ هنا و «التوبة» و «الأحقاف» (٥) فحمزة والكسائي، وكذا خلف بضمّ الكاف فيهن، وقرأ ابن ذكوان كذلك في الأحقاف، واختلف فيه عن هشام فالضمّ له من رواية الدّاجوني من جميع طرقه إلاّ هبة الله المفسر، والفتح من رواية الحلواني من جميع طرقه عنه، والمفسر عن الدّاجوني وعن أصحابه، وافقهم على


(١) الآيات على الترتيب: النساء: ١٦، طه: ٦٣، الحج: ١٩، القصص: ٢٧، ٣٢، فصلت: ٢٩.
(٢) كنز المعاني ٣/ ١٤٠٦.
(٣) فصلت: ٢٩، شرح الجمل للزجاجي ١/ ١١١، الارتشاف ٢/ ١٠٠٣.
(٤) النساء: ١٨، النشر ١/ ٤٨٦ وفيه لحمزة عن الوقف عليه وجهين التحقيق مع السكت والنقل.
(٥) النساء: ١٩، التوبة: ٥٣، الأحقاف: ١٥، النشر ٢/ ٢٤٩، المبهج ٢/ ١٨٤، مفردة الحسن: ٤٨١، إيضاح الرموز: ٣٤٢، مصطلح الإشارات: ٢٠١، الحجة ٣/ ١٤١، البحر المحيط ٣/ ٥٦٧، الدر المصون ٣/ ٦٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>