للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثّلاثة الحسن والأعمش، وقرأ الباقون بالفتح.

وهل القراءتان بمعنى واحد أم لا؟، فعن أكثر البصريين الأخفش والكسائي لغتان بمعنى، وعن الفرّاء: "الفتح بمعنى الإكراه، والضمّ ما يفعله الإنسان كارها من غير إكراه ممّا فيه مشقة" (١).

واختلف في ﴿إِلاّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ هنا و «الطلاق» (٢)، و ﴿مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ بالأحزاب (٣)، و ﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً﴾ ﴿لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللهُ يَهْدِي﴾ ب «النور»، ﴿يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ﴾ ب «الطلاق» (٤) فنافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بكسر الياء في ﴿مُبَيِّنَةٍ﴾ الواحد، وفتحها في ﴿مُبَيِّناتٍ﴾ الجمع وافقهم اليزيدي، وقرأ ابن كثير وشعبة بفتح الياء في السّتة، وافقهما ابن محيصن إلاّ أنّه كسر ياء الجمع من «المفردة»، وفتحها من (المبهج) (٥)، وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف بالكسر فيها كلّها، وافقهم الأعمش، وعن الحسن فتح الياء في (المفردة) وكسرها في الجمع عكس قراءة نافع فالفتح فيهما أنّه اسم مفعول فمعنى الواحد: بفاحشة يبينها من يدّعيها وهي كالنشوز، وسوء العشرة وعدم التّعفف (٦)، ومعنى الجمع أنّ الله تعالى يبينها، ووجه الكسر أنّه اسم فاعل، وفيه وجهان:

أحدهما: أنّه من «بيّن» المتعدي فعلى هذا يكون المفعول محذوفا تقديره: مبينة حال مرتكبها.


(١) انظر: معاني القرآن للأخفش ١/ ١٧١، إعراب القرآن لابن سيده ٣/ ٢٤١.
(٢) النساء: ١٩، الطلاق: ١، النشر ٢/ ٢٤٩، المبهج ٢/ ٥٤٢، مفردة ابن محيصن: ٢٢٣، إيضاح الرموز: ٣٤٢، مصطلح الإشارات: ٢٠١، البحر المحيط ٣/ ١٦٤، الدر المصون ٣/ ٦٣١.
(٣) الأحزاب: ٣٠.
(٤) النور: ٣٤، ٤٦، الطلاق: ١١.
(٥) المبهج ٢/ ٥٤٢.
(٦) تفسير البيضاوي ٢/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>