للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ما هو في حكمه.

وأمّا همز الواو ففيه وجهان:

أحدهما: أن يكون «أولى» أصله عنده «وؤلي» من «وأل» كما سبق عن الكوفيين ثمّ أبدل الواو الأولى همزة لأنّها واو مضمومة فاجتمع همزتان ثانيتهما ساكنة فوجب قلبها واوا نحو «أو من» فلمّا حذفت الهمزة الأولى بسبب نقل حركتها رجعت الثّانية إلى أصلها من الهمز لأنّها إنّما قلبت واوا من أجل الأولى وقد زالت، وهذا كما تري تكلف لا دليل عليه.

والثّاني: أنّه لمّا نقلت الحركة إلى اللاّم صارت الضّمة قبل الواو كأنها عليها لأنّ حركة الحرف بين يديه فأبدل الواو همزة كقوله (١):

أحبّ المؤقدين إليّ مؤسي …

وهمز «السوق» وهذا مبني على الاعتداد بالحركة، وليس في هذا الوجه دليل على أصل «أولى» عنده ما هو؟، فيحتمل الخلاف المذكور جميعه.

وإذا ابتدئ ب ﴿الْأُولى﴾ (٢) على هذه القراءة فثلاثة أوجه:

«الؤلى» بهمزة وصل ثمّ لام مضمومة ثمّ همزة ساكنة.


(١) البيت من بحر الوافر، وهو لجرير في ديوانه ١/ ٢٨٨ بشرح محمد بن حبيب، وهو من أبيات يمدح فيها هشام بن عبد الملك، والبيت:
أحب المؤقدين إلي مؤسى … وجعدة إذا أضاءها الوقود
والشاهد فيه: همز واو «مؤقد» و «مؤسى» ووجه ذلك أن الواو وإن كانت ساكنة فإنها قد جاوزت ضمة الميم وليس بينهما حاجز فصارت الضمة كأنها عليه فهمزت كما تهمز إذا تحركت بالضم، والمؤقدان: موقدي نار القرى، وصفهما بالكرم فكنى عنه بإيقاد النار، وموسى ابن الشاعر، وجعدة بنته، والبيت في ديوانه: ١٤٧، والموضح للشيرازي ٢/ ٩٦٣، الخصائص ٢/ ١٥٧، شرح الكافية ٣/ ٣٠٦، مغني اللبيب ٢/ ٧٦٢، شرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٢، الموضح ٣/ ١٢٢١.
(٢) النجم: ٥٠، إيضاح الرموز: ١٥٧، النشر ١/ ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>