للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستحب كتبه وإيضاحه إكراما له، ونقطه وشكله صيانة له من اللّحن والتّحريف، وقد قال الدّاني: لا أستجيز نقل قراءات شتّى في مصحف واحد بألوان مختلفة، لأنّه من أشدّ التّخليط والتّغيير للمرسوم، وقال الجرجاني في (الشّافي):" كتابه تفسير كلمات القرآن بين أسطره من المذموم " (١)، انتهى.

وقراءته في المصحف أفضل منها عن ظهر القلب، لأنّه يجمع القراءة والنظر في المصحف وهو عبادة أخرى، نعم إن زاد خشوعه وحضور قلبه (٢) فهي أفضل في حقه، قاله النّووي تفقّها وهو حسن (٣).

فصل

وينبغي للطالب أن يتأدب مع شيخه ويبجله ويعظمه، فبقدر إجلاله له يكون انتفاعه بعلمه، وأن يعتقد أهليته ورجحانه، قال بعضهم:" من لم ير خطأ شيخه خيرا من صواب نفسه لم ينتفع به " (٤).

وكان بعضهم إذا ذهب إلى شيخه تصدق بشيء وقال:" اللهم استرعيب معلمي عني ولا تذهب بركة علمه مني".

وينبغي أن يقعد قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين بأن يجثوا على ركبتيه، وليحذر من جعل يده اليسرى خلف ظهره معتمدا عليها ففي الحديث: إنها قعدة المغضوب عليهم"، رواه أبو داود في سننه (٥).


(١) إحياء علوم الدين ١/ ٢٨١ وما بعدها والكلام في الفقرة كلها بتصرف كبير.
(٢) في جميع المخطوطات ما عدا الأصل بزيادة: [في القراءة عن ظهر قلب].
(٣) التبيان: ١٠١، وانظر فتح الباري ٩/ ٧٨.
(٤) إحياء علوم الدين ١/ ٣١٦، شرح الطيبة للنويري ١/ ٣٧.
(٥) الحديث عن عمرو بن الشريد عن أبيه الشريد بن سويد قال: "مر بي رسول الله وأنا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على إلية يدى فقال: «أتقعد قعدة المغضوب عليهم» " أخرجه أبو داود ٢/ ٦٧٩ (٤٨٤٨)، الطبراني في الكبير ٧/ ٣٧٨ (٧٢٤٢، ٧٢٤٣)، والحاكم ٤/ ٢٦٩، وابن حبان ١٢/ ٤٨٨ (٥٦٧٤)، وهو في صحيح الترغيب -

<<  <  ج: ص:  >  >>