للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى مخرجه تعقّب: بأنّ الحس يشهد بخلافه في الحركة والسّكون، لأنّك إذا نطقت بحرف منها لزم مخرجه؛ متحركا كان أو ساكنا، بخلاف المدغم والمخفي، فإنّهما يتحولان مع ذلك إلى الخيشوم، وهو المختار عند الحذّاق من أهل الأداء والنّقلة، ووقع للحكريّ في (النّجوم الزاهرة) (١): أن ذكر في الشّفتين ثلاثة مخارج، ثانيها: الواو من بينهما بلا انطباق، ثالثها: باء فميم من بينهما بانطباق، ففرق بالانطباق والانفتاح، وأسقط مخرج الغنّة، من المخارج وذكرها في الصّفات وهو حسن إن ساعده تباين المخرجين فليتأمل.

[تنبيه]

نسق الحروف المشتركة بالواو يدلّ على عدم ترتيبها، وأخّر الشّاطبي الصّاد المهملة وأختيها عن الظّاء المعجمة وأختيها، وفاقا للداني، وقدّمتها هنا وفاقا ل (النّشر)، كمكّي، تبعا لسيبويه، والله الموفق والمعين.

وأمّا الصّفات:

فهي جمع صفة، وهي لفظ يدلّ على معنى في موصوفه، إمّا باعتبار محلّه أو باعتبار نفسه، وهو معنى قول الجعبري: لفظ يدل على معنى في موصوفه ذاتي أو خارجي، فالأوّل: [كحروف] (٢) الحلق، والثّاني: كالجهر، والهمس.

وفائدتها: تمييز الحروف المتشاركة في المخرج، إذ لولاها لاتّحدت، فالمخرج يبين كمية الحرف كالميزان، والصّفة تبين كيفيته كالنّاقد، وإليه يشير قوله في (حرز الأماني) (٣):

وهاك موازيين الحروف وما حكى … جهابذة النّقاد فيها محصلا/


(١) النجوم الزاهرة ١/ ١٧٤.
(٢) في الأصل: كحرف، وما أثبته هو ما في باقي النسخ.
(٣) البيتين: ١١٣٤، ١١٣٥ من الشاطبية.

<<  <  ج: ص:  >  >>