للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء لأنّ الفعل الثّلاثي المضاعف العين واللاّم يجوز في فائه إذا بني للمفعول الثّلاثة الأوجه المذكورة في فاء الثّلاثي المعتل العين إذا بني للمفعول نحو: «قيل» و «بيع»، ووافقه الشّنبوذي في غير هذه السّورة.

وعن الحسن «بغتة» (١) بفتح الغين حيث جاء.

واختلف في ﴿وَلَلدّارُ الْآخِرَةُ﴾ (٢) فابن عامر بلام واحدة كما هي في المصحف الشّامي وهي لام الابتداء وتخفيف الدّال، فالمحذوف لام التّعريف للتّجريد منه للإضافة، و «الآخرة» بخفض التّاء على الإضافة وفي هذه القراءة تأويلان: أحدهما:

قول البصريين وهو أنّه من حذف الموصوف وإقامة الصّفة مقامه، والتّقدير: ولدار الساعة الآخرة، ولدار الحياة الدنيا (٣)، يدلّ عليه ﴿وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا﴾، ومثله «مسجد الجامع»، التّقدير: مسجد المكان الجامع، وحسّن ذلك في الآية كون هذه الصّفة جرت مجرى الجوامد فى إيلائها العوامل كثيرا، وكذلك كلما جاء ممّا توهّم فيه إضافة الموصوف إلى صفته، وإنّما احتاجوا إلى ذلك لئلا يلزم إضافة الشيء إلى نفسه وهو ممتنع؛ لأنّ الإضافة: إمّا للتّعريف أو للتّخصيص، والشيء لا يعرّف نفسه ولا يخصّها. والثّاني: وهو قول الكوفيين: أنّه إذا اختلف لفظ الموصوف وصفته جازت إضافته إليها.

وقرأ الباقون بلامين - الأولى لام الابتداء، والثّانية للتّعريف - مع التّشديد للإدغام ورفع ﴿الْآخِرَةُ﴾ على أنّها صفة ل ﴿وَلَلدّارُ﴾، و ﴿خَيْرٌ﴾ خبرها، وكذا هو في مصاحفهم كما يأتي إن شاء الله - تعالى -.

ولا خلاف في حرف «يوسف» (٤) أنّه بلام واحدة لاتّفاق المصاحف عليه.


(١) الأنعام: ٣١، مفردة الحسن: ٢٧٣، مصطلح الإشارات: ٢٢٧، إيضاح الرموز: ٣٧١.
(٢) الأنعام: ٣٢، النشر ٢/ ٢٥٨، المبهج ٢/ ٥٦٩، إيضاح الرموز: ٣٧٢، الدر ٤/ ٦٠٠.
(٣) الصواب كما في الدر المصون ٤/ ٦٠٠: "ولدار الحياة الآخرة"، وهو سبق قلم.
(٤) يوسف: ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>