للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ هنا وفي «الأعراف» و «يوسف» و «يس» (١) فنافع وكذا أبو جعفر ويعقوب بتاء الخطاب في الأربعة على الالتفات، وافقهم هنا الحسن، وقرأ ابن عامر وحفص كذلك هنا وفي «الأعراف» و «يوسف»، وقرأ أبو بكر بالخطاب كذلك في «يوسف»، واختلف عن ابن عامر في «يس» فالأكثرون عن الدّاجوني عن هشام وعن الأخفش عن ابن ذكوان بالخطاب، وقرأ الباقون بالغيب في الأربعة ردا على ما تقدّم من الأسماء الغائبة، وبه قرأ الحلواني عن هشام والشّذائي عن الدّاجوني عن أصحابه عنه وزيد عن الرّملي عن الصّوري في موضع «يس» خاصة.

وقرأ «ليحزنك» (٢) بضم الياء وكسر الزّاي - من «أحزن» الرّباعي - نافع، وافقه ابن محيصن، [والباقون بفتح الياء وضم الزاي من «حزنه» ثلاثيا، وافقهم الحسن واليزيدي والأعمش] (٣).

واختلف في ﴿يُكَذِّبُونَكَ﴾ (٤) فنافع والكسائي بالتّخفيف من «أكذب»، وقرأ الباقون بالتّشديد من «كذّب»، وقد قيل إنّ القراءتين بمعنى واحد مثل: «أكثر» و «كثّر»، و «أنزل» و «نزّل»، وقيل بالفرق بينهما، قال الكسائي: العرب تقول: "كذّبت الرجل" بالتّشديد إذا نسبت الكذب إليه، و"أكذبته" إذا نسبت الكذب إلى ما جاء به دون أن تنسبه إليه، ويقول أيضا: "أكذبت الرجل" إذا وجدته كاذبا ك: "أحمدته" إذا وجدته محمودا، فمعنى «لا يُكَذِّبُونَكَ» - مخففا - لا ينسبون الكذب إليك ولا يجدونك كاذبا، وأمّا التّشديد فيكون خبرا محضا عن عدم تكذيبهم إيّاه، فإن قيل: هذا محال؛


(١) الآيات على الترتيب: الأنعام: ٣٢، الأعراف: ١٦٩، يوسف: ١٠٩، يس: ٦٨، النشر ٢/ ٢٥٨، المبهج ٢/ ٢٣٥، المصطلح: ٢٢٧، إيضاح الرموز: ٣٧٢، مفردة الحسن: ٢٧٤.
(٢) الأنعام: ٣٣، مفردة ابن محيصن: ٢٣٢، إيضاح الرموز: ٣٧٢، مصطلح الإشارات: ٢٢٧، إيضاح الرموز: ٣٧٢، تفسير البيضاوي ٢/ ٤٠٤، الدر المصون ٤/ ٦٠٣، المحرر الوجيز ٢/ ٣٣٥.
(٣) سقط ما بين المعقوفين من الأصل، وهو في (س).
(٤) الأنعام: ٣٣، النشر ٢/ ٢٥٨، الدر المصون ٤/ ٦٠٣ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>