للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على مذهب أكثر العراقيين والواو المحضة على مذهب بعضهم، ووافقه الأعمش بخلف عنه.

وعن اليزيدي «كبيرة» (١) بالرفع، فخالف أبا عمرو، وخرّجت على أنّ «كان» زائدة، وفي زيادتها عاملة نظر لا يخفى، أو على أنّ «كبيرة» خبر لمبتدأ محذوف، والتّقدير وإن كانت هي كبيرة، وتكون هذه الجملة في محل نصب خبرا ل «كان»، ودخلت لام الفرق على الجملة الواقعة خبرا، قال في الدر:" وهو توجيه ضعيف ولكن لا توجه القراءة الشاذة بأكثر من ذلك " (٢).

واختلف في «رؤف» (٣) حيث وقع فأبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بقصر الهمزة من غير واو على وزن «ندس»، وعليه قول الشاعر (٤):

يرى للمسلمين عليه حقّا … كحقّ الوالد الرّؤف الرّحيم

وقول الوليد بن عقبة (٥):

وشرّ الظّالمين فلا تكنه … يقاتل عمّه الرّؤف الرّحيم

وافقهم اليزيدي والمطّوّعي، وقرأ الباقون بالمدّ ك «عطوف»، وعليه قوله (٦):


(١) البقرة: ١٤٣، وهو قوله تعالى: ﴿(وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً)﴾، مختصر ابن خالويه: ١٠.
(٢) الدر المصون ٢/ ١٥٦.
(٣) البقرة: ١٤٣، النشر ٢/ ٢٢٤، المبهج ١/ ٤٨٥، إيضاح الرموز: ٢٨٩، مصطلح الإشارات: ١٥٥، الدر المصون ٢/ ١٤٢، البحر المحيط ٢/ ٢١.
(٤) البيت من الوافر، وهو لجرير بن عطية، وهو في ديوانه: ٤١٢، والشاهد فيه قوله:" الرؤف " حيث جاء على «فعل» بحذف الواو بعد الهمزة، وهو في البحر المحيط ١/ ٤٢٧، الدر المصون ٢/ ١٤٢، تاج العروس ٢٣/ ٣٢٢، اللسان ٩/ ١١٢.
(٥) انظر: البحر المحيط ٢/ ٢١، الدر المصون ٢/ ١٤٢.
(٦) البيت من الوافر، قائله: كعب بن مالك، وذلك حين أجمع الرسول السير إلى الطائف، والشاهد فيه قوله" رءوفا "حيث جاء على «فعول» فأثبت الواو بعد الهمزة، وهو في ديوانه: ٢٣٧، وهو في الديوان «نطيع نبينا»، وفي الحجة ٢/ ٢٣٠: «نطيع إلهنا»، وفي البحر المحيط ١/ ٤٢٧، -

<<  <  ج: ص:  >  >>