للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿خَلْقُكُمْ﴾ (١)، وبقيد الميم بعد الكاف ما لم يأت بعده شيء نحو: ﴿خَلَقَكَ﴾، و ﴿نَرْزُقُكَ﴾ (٢) وما بعده حرف الميم، لكن الأوّلين لا خلاف في إظهارهما عن أبي عمرو.

وأمّا ما بعده حرف غير الميم فاختلف منه فيما كان بعد «الكاف» «نون» جمع وهو: ﴿طَلَّقَكُنَّ﴾ في سورة التّحريم (٣) فقط فرواه ابن فرح عن الدّوري، وابن أبي عمر/النّقاش، والجلاء وأبو طاهر ابن عمر من غير طريق الجوهري وابن شيطا (٤) ثلاثتهم عن ابن مجاهد بالإدغام، وهي رواية ابن بشار عن الدّوري والكارزيني عن أصحابه عن السّوسي، والخزاعي عن ابن حبش عن السّوسي لأنّه قد اجتمع في الكلمة ثقلان، ثقل الجمع والتّأنيث، فوجب التّخفيف بالإدغام، والذي عليه عامة أصحاب ابن مجاهد عنه عن أبي الزّعراء عن الدّوري الإظهار، وهو رواية عامة العراقيين عن السّوسي، واحتجّ له ابن مجاهد بقول اليزيدي: يلزم أبا عمرو إدغام ﴿طَلَّقَكُنَّ﴾، فإنّه يفهم منه أنّه لو كان يقرأ بالإدغام لم يلزمه به.

وأجيب: بأنّه يدل على أنّه كان يدغمه لأنّه لازم له، وعورض: بأنّ النّقل لا يؤخذ بالاستدلال وقد ثبت عن أبي عمرو من رواية اليزيدي الوجهان قاله الجعبري، واختار الدّاني الإدغام (٥)، وقال: إنّه قرأ (٦) به، قال: "وهو رواية العباس بن الفضل عن أبي عمرو نصّا"، وقال ابن الجزري: "وعلى إطلاق الوجهين فيها من علمناه من القرّاء بالأمصار" (٧).


(١) لقمان: ٢٨.
(٢) (الكهف: ٣٧، الانفطار: ٧)، طه: ١٣٢ على الترتيب.
(٣) التحريم: ٥.
(٤) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وهو في النشر ١/ ٢٨٦.
(٥) كنز المعاني ٢/ ٢٦٤، جامع البيان: ١٧٠.
(٦) وانظر النشر ١/ ٢٨٦، قال في جامع البيان: ١٧٠: "وبالوجهين قرأته أنا وأختار الإدغام".
(٧) النشر ١/ ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>