للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه، اعتناء بالمؤمنين ورفعا لشانهم لمّا كانوا معظمين عنده.

واختلف في ﴿ها أَنْتُمْ﴾ (١) حيث أتت (٢)، والقراء فيها على أربع مراتب:

الأولى: لقالون وأبي عمرو بألف بعد الهاء وهمزة مسهّلة بين بين مع المدّ والقصر لأنّه همز مغير، وافقهما اليزيدي، وكذا قرأ أبو جعفر بألف وتسهيل الهمزة إلاّ أنّه مع القصر وجها واحدا، وافقه الحسن.

الثانية: لورش من طريق الأزرق بهمزة مسهلة بين بين من غير ألف على وزن «فعلتم» وهو لم يذكر في (التّيسير) غيره، وهو أحد وجهي (الشّاطبيّة) و (الإعلان)، وله وجه آخر وهو: إبدال الهمزة ألفا صريحة بعد الهاء مع المدّ لالتقاء السّاكنين، وهو ثاني وجهي (الشّاطبيّة) و (الإعلان)، وثالث وهو إثبات الألف كقالون إلاّ أنّه مع المدّ المشبع على أصله، وأمّا من طريق الأصبهاني فله مثل «هعنتم» كالأوّل عن الأزرق، وهو طريق المطّوّعي عنه، وطريق الحمّامي من جميع طرقه عن هبة الله، وله أيضا إثبات الألف لقالون، والوجهان صحيحان.

الثّالثة: حذف الألف مع تحقيق الهمزة على وزن «سألتم» رواه ابن مجاهد عن قنبل ولم يذكر في (العنوان) و (الإرشاد) و (التّلخيص) و (التّبصرة) عند غيره.

المرتبة الرّابعة: بألف بعد الهاء وهمزة محققة بعدها لقنبل في رواية/ابن شنبوذ والبزي وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف، وافقهم الأعمش وابن محيصن إلاّ أنّه حذف الألف من (المفردة) وأثبتها من (المبهج).

فصارت القراءات ستّة (٣).

قال الدّاني: "وهذه الكلمة من أشكل حروف الاختلاف وأغمضها، وتحقيق


(١) آل عمران: ٦٦، النشر ٢/ ٤٠١، كنز المعاني ٣/ ١٣٣٥، المبهج ٢/ ١٥٣.
(٢) جاءت في أربعة مواضع: آل عمران: ٦٦، ١١٩، النساء: ١٠٩، محمد: ٣٨.
(٣) السبعة: ٢٠٧، العنوان: ٧٩، إرشاد المبتدي: ٢٦٥، تلخيص العبارات: ٢٣٣، التبصرة: ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>