للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدّ والقصر اللذين ذكرهما الرّواة عن الأئمة فيها في حال تحقيق همزتها وتسهيلها [لا يتحصل] (١) إلاّ بمعرفة الهاء التي في أوّلها أهي للتّنبيه أم مبدلة من همزة فترتب على كلّ مذهب ما يقتضيه " (٢).

ثمّ بيّن أنّ الهاء على مذهب قنبل وورش لا تكون إلاّ مبدلة لا غير، وعلى مذهب البزّي وابن ذكوان والكوفيين للتّنبيه لا غير، وعلى مذهب قالون وأبي عمرو وهشام تحتمل الوجهين: فمن جعلها للتّنبيه وميّز بين المنفصل والمتصل في حروف المدّ ومذهبه قصر المنفصل لم نزد في تمكين الألف سواء حقّق الهمزة أو سهّلها، ومن جعلها مبدلة وكان ممّن يفصل بالألف زاد في التّمكين سواء أيضا حقّق الهمزة أو ليّنها (٣) انتهى.

فقوله:" وكان مذهبه القصر "، مفهومه لو كان مذهبه المدّ زاد في التّمكين وهو كذلك، ويجري فيه ما تقدم في المدّ من اعتبار التغيير بالتّسهيل، وأثبتا المدّ والقصر عليه، ويدخل في هذا قالون وأبو عمرو على القول بأنّ «ها» عندهما للتّنبيه؛ فعلى القصر يقصران، وعلى المدّ يجري لهما وجهان لحصول التّغيير، ويدخل فيه ابن ذكوان والكوفيون فيمدّون فقط، وهو كذلك، ويدخل أيضا في قصر المنفصل البزّي فعلى هذا يقرأ ﴿ها أَنْتُمْ﴾ مثل «أأنتم» (٤).

وقوله:" ومن جعلها مبدلة وكان مذهبه الفصل يدخل فيه قالون وأبو عمرو وهشام فيقرءون بألف "وهو صحيح بالنّسبة إلى الأوّلين، وأمّا هشام فأمره مشكل إذ الفرض أنّه يمدّ أطول من ألف.

فإن قيل: يلزم من إدخاله الألف وجود المدّ لوجود سببه وشرطه.


(١) هكذا في الأصل، وفي غيره [بتحصيل]، ووما أثبته هو ما في الجامع على الصواب.
(٢) جامع البيان: ٤٥١.
(٣) جامع البيان: ٤٥١.
(٤) كنز المعاني ٣/ ١٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>