للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو محمد، وقال مكّي (١): "من نصب جعله جواب «لعل» بالفاء لأنّه غير موجب فاشبه التمني والاستفهام، وهو غير معروف عند البصرين"، وقرأ الباقون برفع العين عطفا على ﴿يَذَّكَّرُ﴾، أي: لعله يذكر فتنفعه الذكرى.

وقرأ ﴿عَنْهُ﴾ بواو هي صلة لهاء الكناية، ﴿تَلَهّى﴾ (٢) بتشديد التّاء وصلا البزّي فأدغم، وجاز الجمع بين ساكنين لوجود حرف علة وإدغام، وليس لهذه الآية [نظير] (٣)، وهو أنّه إذا لقي هاء الكناية ساكن آخر لا يثبت الصّلة بل يجب الحذف وهذا ممّا يلغز به، ووافقه ابن محيصن بخلف عنهما كما في «البقرة».

واختلف في ﴿لَهُ تَصَدّى﴾ (٤) فنافع وابن كثير، وكذا أبو جعفر بتشديد الصّاد فأدغموا التّاء الثّانية في الصّاد تخفيفا لأنّ أصله: «تتصدى» بتائين، ووافقهم ابن محيصن، وقرأ الباقون بالتخفيف فحذفوا التّاء الأولى.

وقرأ ﴿شاءَ أَنْشَرَهُ﴾ (٥) بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثّانية قالون والبزي وأبو عمرو، وكذا رويس من طريق أبي الطيب، ووافقهم اليزيدي، وابن محيصن من (المفردة)، وقرأ ورش من طريق أبي الطيب الأصبهاني، وكذا أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثّانية بين بين، وبه قرأ ورش من طريق الأزرق في أحد وجهيه عنه، وقرأ في الوجه الثّاني بإبدال الثّانية ألفا مع تحقيق الأولى، وقرأ قنبل بحذف الأولى وتحقيق الثّانية، وبتحقيق الأولى وتسهيل الثّانية وبإبدالها ألفا مع تحقيق الأولى، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي (٦)، وكذا خلف


(١) مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٥٧.
(٢) عبس: ١٠، النشر ٢/ ٣٩٨، سورة البقرة: ٢٦٧، ٣/ ١٩٤.
(٣) ما بين المعقوفين زيادة من الدر ١٠/ ٦٨٩ يقتضيها السياق.
(٤) عبس: ٦، النشر ٢/ ٣٩٨، المبهج ٢/ ٨٧٥، مفردة ابن محيصن: ٣٨٠، مصطلح الإشارات: ٥٥٠، إيضاح الرموز: ٧٢٢.
(٥) عبس: ٢٢، النشر ١/ ٣٨٢، تفسير البيضاوي ٥/ ٤٥٣.
(٦) باب الهمزتين من كلمتين ٢/ ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>