للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير التّناسب] (١) لأنّها تؤول إلى الياء إذا بني الفعل للمفعول، وقد تقدّم بيانه، وإنّما ينبغي تمثيل هذا النّوع بما لا سبب لإمالته غير التناسب؟.

أجاب المرادي: بأنّ السّبب المقتضي لإمالة نحو ﴿دَعا﴾ (٢) ممّا ألفه عن واو لم يعتبره القرّاء، ولذلك لم يميلوا هذا النوع حيث وقع، وإنّما أمالوا منه ما جاور الممال، فلمّا أمالوا ﴿تَلاها﴾ ونحوه، وليس من عادتهم/إمالة ذلك علم أنّ الدّاعي إلى إمالته عندهم إنّما هو التّناسب (٣).

وقد تمال الألف تشبيها بالألف الممالة وذلك في ألف التّأنيث في نحو ﴿الْحُسْنى﴾ (٤)، وألف الإلحاق في نحو: «أرطى» في قول من قال: «مأروط» لشبه ألفيهما بألف ﴿الْهُدى﴾ (٥) المنقلبة عن الياء، ويمكن أن يقال: بأنّ الألف تنقلب ياء في بعض الأحوال، وذلك إذا ثنيت فقلت: "الحسنان الأرطيان"، ويكون الشبه أيضا بالمشبه بالقلب عن الياء كإمالتهم ﴿مُوسى﴾ (٦) و ﴿عِيسَى﴾ (٧) فإنّه ألحق بألف التّأنيث المشبهة بألف ﴿الْهُدى﴾، وقد تمال بسبب كثرة الاستعمال، ذكره سيبويه، ومنه إمالة ﴿النّاسِ﴾ (٨) في الأحوال الثّلاثة ذكره صاحب (المبهج)، وهو موجود في لغتهم لكثرة دوره (٩).


(١) النص في توضيح المقاصد ٣/ ١٥٠١: [ألفهما تجوز إمالتها لسبب غير التناسب].
(٢) آل عمران: ٣٨، الزمر: ٨، فصلت: ٣٣، الطور: ١٣.
(٣) توضيح المقاصد ٣/ ١٥٠١.
(٤) كما في: النساء: ٩٥، الأعراف: ١٣٧، ١٨٠، التوبة: ١٠٧، يونس: ٢٦، الرعد: ١٨، النحل: ٦٢، الإسراء: ١١٠، الكهف: ٨٨، طه: ٨، الأنبياء: ١٠١، الحديد: ١٠، الحشر: ٢٤.
(٥) كما في البقرة: ١٢٠، ١٨٥، ١٩٦، آل عمران: ٧٣، النساء: ١١٥، المائدة: ٢، الأنعام: ٣٥، ٧١، الأعراف: ١٩٣، ١٩٨، الإسراء: ٩٤، الكهف: ٥٥، ٥٧، طه: ٤٧، القصص: ٥٧، سبأ: ٣٢، غافر: ٥٣، فصلت: ١٧، محمد: ٢٥، ٣٢، النجم: ٢٣، الجن: ١٣، العلق: ١١.
(٦) كما في: البقرة: ٥١، ٥٣، ٥٤، ٦٠ وغيرهم، والأرطى نبات يدبغ به التاج ١٠/ ١٨٥.
(٧) كما في البقرة: ٨٧، ٢٥٣، وغيرهما.
(٨) رفعا كما في البقرة: ١٣، ٢١، ونصبا كما في آل عمران: ٤٦، وجرا في البقرة: ١٤٢.
(٩) توضيح المقاصد ٣/ ١٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>