للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الموضح) لنصر بن علي الشّيرازي: "أنّ الكوفيين ومن تابعهم ذهبوا إلى أنّ الإشمام هو الصّوت، وهو الذي يسمع لأنّه عندهم بعض حركة، والرّوم هو الذي لا يسمع لأنّه روم الحركة من غير تفوّه به، قال: والأوّل هو المشهور عند أهل العربية" (١) انتهى.

واللغة تساعد الفريقين تقول: "رمت أفعل وما فعلت" وكذا رمت إتمام الحركة ولم أتمها، أو رمت الحركة ولم ألفظ بها، ويقول: أشممت الفضة ذهبا، أنلتها شيئا منه، وكذا أشممت الحرف أنلته شيئا من علاج الحركة أو شبته بشيء منها، ومذهب الكوفيين أقوى مأخذا لظهور الحقيقة فيه، والإشارة تطلق على المسموع والمرئي لأنّها إيماء إلى الحركة [بجزئها] (٢) أو حيزها والأعمى (٣) يجيز الرّوم بسماعه لا الإشمام لعدم المشاهدة إلاّ [بمباشرة] (٤)، وربّما سمع الإشمام في الوصل ك ﴿تَأْمَنّا﴾، وقيل: ويكونان أوّلا ووسطا وآخرا خلافا لمكّي في تخصيصها بالآخر، قاله الجعبري (٥).

والإشمام يكون في المرفوع نحو ﴿اللهُ الصَّمَدُ﴾ (٦)، والمضموم ﴿مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ (٧)، ونحو ﴿دِفْءٌ﴾ (٨) و ﴿الْمَرْءِ﴾ (٩) في وقف حمزة، ولا يكون في كسرة ولا فتحة، قال المرادي: لأنّ الإشمام فيهما تشويه لهيئة الشّفة، قال: وقد روي


(١) النشر ٢/ ١٢١، كنز المعاني ٢/ ٩٤١، الموضخ ١/ ٢١٦.
(٢) ما بين المعقوفين في (ط) [يجريها]، في الأصل [بحزيها]، وما أثبته هو ما في كنز المعاني ٢/ ٩٤١.
(٣) في (ج) والأعجمي.
(٤) في (أ) [أو بنية ويحادها كالأصم] زائدة.
(٥) كنز المعاني ٢/ ٩٤١، لسان العرب ١٢/ ٢٥٨، ٣٢٥، مادتي روم وشمم.
(٦) الإخلاص: ٢.
(٧) الروم: ٢.
(٨) النحل: ٥.
(٩) البقرة: ١٠٢، الأنفال: ٢٤، النبأ: ٤٠، عبس: ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>