للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدّ بخلاف العكس لأنّه يلزم من وجود الأخصّ وجود الأعم من غير عكس. /

نعم إن اعتبرنا قبول اللين المدّ تساويا في صدق الاسم عليهما، وعلى هذا فكلّ من حروف المدّ وحرفي اللين يصدق عليهما حروف لين على الأوّل، وحروف مدّ على الثّاني، وحروف مدّ ولين عليهما، لكن الذي اصطلحوا عليه أنّ حرف المدّ ما قبله حركة مجانسة، وحرف اللين ما قبله فتح، فعلى الاصطلاح بينهما مباينة كلية، وكلّ من وقع في عبارته حروف مدّ ولين فإنّما هو بالنظر للمعنى الأخير (١).

فإن قلت: ما الدّليل على أنّ في حرفي اللين مدا ما؟.

أجاب الشّيخ أبو القاسم النويري المالكي في (شرح الطيبة):" بأنّه قد دلّ الدّليل عليه من العقل والنّقل:

أمّا العقل: فإنّ علّة المدّ موجودة فيهما، والإجماع على دوران المعلول مع علّته، وأيضا فقد قوي شبههما بحروف المدّ لأنّ فيهما شيئا من الخفاء، ويجوز إدغام الحرف بعدهما بإجماع في نحو ﴿كَيْفَ فَعَلَ﴾ (٢) بلا عسر، ويجوز مع إدغامهما الثّلاثة الجائزة في حروف المدّ بلا خلف، ولم يجز النقل إليهما في الوقف في نحو:

«زيد» و «عوف»، بخلاف: «بكر» و «عمرو»، وأيضا فقد جوّز أكثر القرّاء التوسط والطول فيهما وقفا، وجوّز ورش من طريق الأزرق مدّهما مع السبب، أفتراهم مدّوا غير حرف مد.

وأمّا النّقل: فنصّ سيبويه - وناهيك به - على ذلك، وكذلك الدّاني ومكي حيث قال: "في حرفي اللين من المدّ بعض ما في حروف المدّ وكذلك الجعبري حيث قال:

"واللين لا يخلوا من أيسر مدّ" (٣).


(١) شرح النويري على الطيبة ١/ ٣٧٥.
(٢) الفجر: ٦، الفيل: ١.
(٣) الكتاب ٤/ ١٧٤، التحديد للداني: ١٧٣، الكشف ١/ ٤٦، كنز المعاني ٢/ ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>