للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ عاصم وحمزة بالكسر في السّتّة على الأصل، وافقهما المطّوّعي والحسن، وقرأ يعقوب بالكسر أيضا فيها كلّها إلاّ في الواو فقط فضم للثقل، وقرأ الباقون بالضم في الستّة إتباعا لضم الثّالث إلاّ أنّه اختلف أيضا عن ابن ذكوان في التّنوين فكسره الأخفش، قال الجعبري: "لعدم قرار التّنوين على حالة فقوّي بلزوم الأصل" (١)، وضمّه الصّوري، واستثنى بعضهم عن ابن الأخرم ﴿بِرَحْمَةٍ اُدْخُلُوا﴾ في «الأعراف» (٢)، و ﴿خَبِيثَةٍ اُجْتُثَّتْ﴾ ب «إبراهيم» (٣) جمعا بين اللغتين واتّباع الأثر.

واختلف عن قنبل في التّنوين المكسور نحو ﴿مُنِيبٍ * اُدْخُلُوها﴾ (٤) فكسره ابن شنبوذ عنه وضمّه ابن مجاهد، وقد خرج بقيد الكلمتين ما فصل بينهما بكلمة واحدة أخرى نحو ﴿إِنِ الْحُكْمُ﴾ (٥) فإنّ هذا وإن صدق عليه أنّ الثّالث مضموم ضمّا لازما لكنّه قد فصل بينهما بكلمة أخرى وهي «أل» المعرفة فالضّمة من ثالث كلمة، وتقييد الضّمة اللازمة نحو ضمّة ﴿أَنِ /اِمْشُوا﴾ (٦) فإنّ الشين أصلها الكسر وإن أمد لانتقال حركته (٧).

وقرأ أبو جعفر ﴿اُضْطُرَّ﴾ بكسر طاءها حيث وقعت لأنّ الأصل «اضطرر» بكسر الرّاء الأولى، فلمّا أدغمت الرّاء في الرّاء نقلت حركتها إلى الطّاء بعد سلب حركتها (٨).

واختلف عن ابن وردان في ﴿اُضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ (٩)، وقرأ الباقون بضمّها على الأصل.


(١) كنز المعاني ٣/ ١٢٠١.
(٢) الأعراف: ٤٩.
(٣) إبراهيم: ٢٦.
(٤) ق: ٣٣.
(٥) كما في: الأنعام: ٥٧، يوسف: ٤٠، ٦٧.
(٦) ص: ٦.
(٧) الدر المصون ٢/ ٢٢٥.
(٨) البقرة: ١٧٣، النشر ٢/ ٢٢٦، الدر المصون ٢/ ٢٢٣.
(٩) الأنعام: ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>