للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿مُوصٍ﴾ (١) فأبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب وخلف بفتح الواو وتشديد الصّاد، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ الباقون بالسّكون والتّخفيف وهما من «أوصى»، «ووصى» لغتان، إلا أنّ حمزة وأبا بكر من الذين يقرءون ﴿وَوَصّى بِها إِبْراهِيمُ﴾ مضعفا، وأنّ نافعا وابن عامر يقرءان بالهمزة، فلو لم تكن القراءة سنّة متّبعة لا تجوز بالرأي لكان قياس قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحفص هناك ﴿وَوَصّى﴾ بالتّضعيف أن يقرءوا هنا «موصّ» بالتّضعيف أيضا، وأمّا نافع وابن عامر فإنّهما قرءا ﴿(مُوصٍ)﴾ هنا مخفّفا على قياس قراءتهما هنا، و «أوصى» على «أفعل» وكذلك حمزة والكسائي وأبو بكر قرءوا ﴿وَوَصّى﴾ هناك بالتّضعيف فقرؤوا هنا «موصّ» بالتّضعيف على القياس.

واختلف في ﴿فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾ (٢) فنافع وابن ذكوان وكذا أبو جعفر «فدية» بغير تنوين «طعام» بالخفض على الإضافة من باب إضافة الشيء إلى جنسه، والمقصود به البيان ك «خاتم حديد» و «ثوب خزّ»؛ لأنّ الفدية تكون طعاما وغيره، و «مساكين» بالجمع وفتح النّون من غير تنوين لمقابلة الجمع بالجمع، وافقهم الحسن والمطّوّعي عن الأعمش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف ﴿فِدْيَةٌ﴾ بالتّنوين مبتدأ خبره في الجار قبله، ﴿طَعامُ﴾ بالرفع بدل من: «فدية»، و ﴿مِسْكِينٍ﴾ بالتوحيد، وكسر النّون منوّنة لمراعاة أفراد العموم أي وعلى كلّ واحد واحد ممّن يطيق الصوم لكلّ يوم يفطره إطعام مسكين، وتبين من إفراد المسكين أنّ الحكم لكلّ يوم يفطر فيه مسكين، ولا يفهم ذلك من الجمع، وافقهم ابن محيصن واليزيدي (٣)، وقرأ هشام ﴿فِدْيَةٌ﴾


(١) البقرة: ١٨٢، النشر ٢/ ٢٢٧، المبهج ١/ ٤٩٣، إيضاح الرموز: ٢٩٤، مصطلح الإشارات: ١٦٠، مفردة الحسن ٢٢٥، الدر المصون ٢/ ٢٤٨.
(٢) البقرة: ١٨٤، النشر ٢/ ٢٢٧، المبهج ١/ ٤٩٣، إيضاح الرموز: ٢٩٤، مصطلح الإشارات: ١٦٠، مفردة ابن محيصن: ٢١٦، الدر المصون ٢/ ٢٥٧، ٢٦١، البحر المحيط ٢/ ١٩٢.
(٣) وكذلك هي الشنبوذي عن الأعمش.

<<  <  ج: ص:  >  >>