للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتّنوين و ﴿طَعامُ﴾ بالرفع و «مساكين» بالجمع وفتح النّون، وعن الشّنبوذي عن الأعمش ﴿فِدْيَةٌ﴾ بالتّنوين ﴿طَعامُ﴾ بالرفع ﴿مِسْكِينٍ﴾ بالتّوحيد والخفض/ منونا، ومعنى الآية: "على المطيقين للصيام إن أفطروا فدية طعام مسكين نصف صاع من برّ أو صاع من غيره عند فقهاء العراق، ومدّ عند فقهاء الحجاز رخصّ لهم في ذلك أوّل الأمر لمّا أمروا بالصّوم فاشتدّ عليهم لأنّهم لم يتعوّدوه ثمّ نسخ بقوله - تعالى - ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ " (١) أي: إذا كان عاقلا بالغا صحيحا، وعن الحسن «شهر» بالنّصب بإضمار فعل أي صوموا شهر رمضان، ويحتمل أن يكون بدلا من قوله ﴿أَيّاماً مَعْدُوداتٍ،﴾ أو يكون على الإغراء، وقرأ الجمهور بالرفع على الابتداء وخبره ﴿الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ،﴾ وقيل غير ذلك، وأدغم راء ﴿شَهْرُ﴾ في راء ﴿رَمَضانَ﴾ أبو عمرو وكذا يعقوب من (المصباح) و (مفردة) أبي حيّان، ووافقهما اليزيدي والحسن وابن محيصن من (المفردة)، والمطّوّعي عن الأعمش، ولا يلتفت إلى من استضعف الإدغام من حيث أنّه جمع بين ساكنين على غير حدهما، وقول ابن عطية: "وذلك لا تقتضيه الأصول"، غير مقبول منه فإنّه إذا صحّ النّقل لا يعارض بالقياس، وقد تقدّم توجيه ذلك في آخر فصل الإدغام.

وقرأ ﴿الْقُرْآنُ﴾ (٢) معرفا أو منكرا بغير همزة مع فتح الرّاء ابن كثير وصلا ووقفا، واختلف فيه على وجهين:

أظهرهما أنّه من باب النقل كما ينقل ورش حركة الهمزة إلى السّاكن قبلها نحو ﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾ (٣)، وهو وإن لم يكن من أصله النّقل إلاّ أنّه نقل هنا لكثرة الدّور جمعا بين اللغتين، والثّاني: أنّه مشتق عنده من «قرنت بين الشيئين»، فيكون وزنه على هذا


(١) تفسير البيضاوي ١/ ٤٦٢.
(٢) البقرة: ١٨٥ وهذا مثال المعرف، والمنكر كما في ﴿(وَقُرْآنَ الْفَجْرِ)﴾، الدر المصون ٢/ ٢٦٣، النشر ٢/ ٢٢٧، المبهج ١/ ٤٩٣، إيضاح الرموز: ٢٩٤، مصطلح الإشارات: ١٦٠.
(٣) المؤمنون: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>