للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿الدُّنْيا﴾ بدل اشتمال، أي: زينا كواكب السماء، وقرأ حفص وحمزة بتنوين «زينة» كذلك، وجر «كوكب» على أنّ المراد ب ﴿بِزِينَةٍ﴾ ما يتزين به و ﴿الْكَواكِبِ﴾ بدل أو عطف بيان ل «زينة»، وهذا كما في: "تزينت بزينة لؤلؤ وياقوت"، وافقهما الحسن والأعمش، وقرأ الباقون باضافة «زينة» إلى ﴿الْكَواكِبِ﴾ إضافة الأعم إلى الأخص فتكون للبيان نحو: «ثوب خز»، أو مصدر مضاف لفاعله، أي: زينت الكواكب السماء بضوئها، أو مضاف لمفعوله، أي: بأن زينها الله بأن جعلها مشرفة مضيئة في نفسها.

واختلف في ﴿لا يَسَّمَّعُونَ﴾ (١) فحفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف بتشديد السّين والميم والأصل: يستمعون، فأدغمت التّاء في السّين، قال أبو حيّان: وتقتضي نفي التسمع، وظاهر الأحاديث أنّهم يتسمعون حتى الآن لكنهم لا يسمعون وإن سمع أحد منهم شيئا لم يفلت الشهاب قبل أن يلقى ذلك السمع إلى الذي تحته لأنّ السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا من وقت بعثة رسول الله ، وكان الرجم في الجاهلية أخف فلمّا كانت ثمرة التسمع هو السمع وقد انتفى/السمع نفي التسمع في هذه القراءة لانتفاء ثمرته وهو السمع، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالتخفيف فيهما نفي سماعهم وإن كانوا يسمعون لقوله ﴿إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ﴾ وعدّاه ب «إلى» لتضمنه معنى الإصغاء.

وأمال ﴿الْأَعْلى﴾ (٢) حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح وبالتّقليل، وبه قرأ قالون من (العنوان)، والباقون بالفتح، وكذا الخلف في «ص».

وعن الحسن «خطّف» (٣) بفتح الخاء وتشديد الطّاء مكسورة، وفي (الدر) كسر


(١) الصافات: ٨، النشر ٢/ ٣٥٨، المبهج، مصطلح الإشارات: ٤٤٨، إيضاح الرموز: ٦١٧، الدر المصون ٩/ ٢٩٢، البحر المحيط ٩/ ٩٢.
(٢) الصافات: ٨.
(٣) الصافات: ١٠، مفردة الحسن: ٤٥٢، مصطلح الإشارات: ٤٤٨، إيضاح الرموز: ٦١٨، -

<<  <  ج: ص:  >  >>