للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد خرج خارجة فروى عن نافع «معائش» بالهمز (١)، وغلّطه النّحويون لأنّه لا يهمز عندهم إلاّ ما كان فيه حرف المدّ زائدا نحو: «صحائف» و «مدائن»، وأمّا «معايش» فالياء أصل لأنّه من العيش.

وقرأ «للملائكة اسجدوا» (٢) بضم التّاء في الوصل أبو جعفر، ووافقه الشّنبوذي.

وأمال ﴿دَعْواهُمْ﴾ (٣) حمزة والكسائي وكذا خلف، وبالتّقليل أبو عمرو وورش من طريق الأزرق، وله الفتح.

وعن المطّوّعي عن الأعمش «مذوما» (٤) بواو واحدة من غير همزة في الحالين، ويحتمل وجهين:

أحدهما: قاله في (الدر)، - ولا ينبغي أن يعدل عنه - أنّه تخفيف «مذؤوما» في القراءة المشهورة بنقل حركة الهمزة إلى الذّال، وحذفت الهمزة على القاعدة المستقرة في تخفيف مثله، فوزن الكلمة آل إلى «مفول» بحذف العين.

والثّاني: أنّ هذه القراءة مأخوذه من لغة من يقول: «ذمته، أذيمه» (٥)، ك: «بعته، أبيعه»، وكان من حق اسم المفعول على هذه اللغة «مذيم» ك: «مبيع» إلاّ أنّه أبدلت الواو من الياء على حدّ قولهم: «مكول» في «مكيل» مع أنّه من الكيل (٦).

ووقف عليه حمزة بالنّقل كذلك، وحكي التّخفيف بين بين، وهو ضعيف جدا، ووافقه الأعمش.


(١) السبعة: ٢٧٨، البحر المحيط ٤/ ٤٧١، معجم القراءات ٣/ ٩، خارجه هو ابن مصعب.
(٢) الأعراف: ١١، النشر ٢/ ٢٦٨، إيضاح الرموز: ٣٩٢، مصطلح الإشارات: ٢٤٥.
(٣) الأعراف: ٥.
(٤) الأعراف: ١٨، المبهج ٢/ ٥٩٠، إيضاح الرموز: ٣٩٢، مصطلح الإشارات: ٢٤٥.
(٥) الذيم هو العيب، معجم مقاييس اللغة ٢/ ٣٦٧، الصحاح ٥/ ١٩٢٦.
(٦) نص الوجهين في الدر المصون ٧/ ٩٢، وفيه ١٢/ ١١٢:" قال الفراء: ذمت الرجل وذأمته أي عبته ".

<<  <  ج: ص:  >  >>