للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثقل التقارب، ويسكت أيضا على لام ﴿بَلْ﴾ ويبتدئ ﴿رانَ﴾ (١)، ومن لازم السّكت على النّون واللام عدم الإدغام، قال أبو شامة: "ولو لزم الوقف على اللاّم والنّون ليظهرا للزم ذلك في كلّ مدغم انتهى، وتعقب بأنّه غير لازم لعدم النقل، والقراءة سنة متبعة"، وقال أبو شامة أيضا: "وأولى من هذه المواضع - أي: الأربعة - بمراعاة الوقف عليها ﴿وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾ (٢) ينبغي الوقف على ﴿قَوْلُهُمْ﴾ لئلا يتوهم أن ما بعده هو/المقول، وكذا ﴿أَنَّهُمْ أَصْحابُ النّارِ * الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ﴾ (٣) ينبغي أن يعتنى بالوقف على ﴿النّارِ﴾ لئلا يتوهم الصّفة" (٤)، وتعقبه في (الدر) فقال:

"توهم هذه الأشياء من أبعد البعيد" (٥)، وقرأ الباقون بغير سكت في المواضع الأربعة على الأصل ولفهم المعنى في ذلك.

واختلف في ﴿مِنْ لَدُنْهُ﴾ (٦) فأبو بكر بإسكان الدّال مع إشمامها الضّم وكسر النّون والهاء وصلتها بياء لفظية فتصير «من لّدنهي» فتسكين الدّال تخفيفا كتسكين عين «عضد» والنّون ساكنة فالتقى ساكنان فكسرت للالتقاء بهما، وكان حقّه أن يكسر الأوّل إلاّ أنّه يلزم منه العود إلى ما فرّ منه، ولمّا كسر النّون كسر الهاء للإتباع، ووصلها بياء لأنّها بين متحركين والسابق كسر، وأشم الدّال تنبيها على أصلها في الحركة، والإشمام هنا عبارة عن ضم الشّفتين مع الدّال من غير نطق، قال الفارسي (٧) وغيره: هو تهيئة العضو وليس حركة، وتجوّز الأهوازي بتسميته اختلاسا، وقال في (الدر): "الإشمام المشار إليه إنّما يتحقق عند الوقف على آخر الكلمة فلا يكون


(١) المطففين: ١٤.
(٢) النساء: ١٣٩.
(٣) غافر: ٦.
(٤) إبراز المعاني ٢/ ٢٤٧.
(٥) الدر المصون ١٢/ ١٠.
(٦) الكهف: ٢، النشر ٢/ ٣١١، المبهج ٢/ ٦٧٨، إيضاح الرموز: ٤٩٨، مصطلح الإشارات: ٣٣٢، الدر المصون ٧/ ٤٣٨.
(٧) الحجة ١/ ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>