للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتخليط العقل لما شاهدوا بساط العزة وسلطنة الجبروت وسرادق الكبرياء حتى يقول كل نبي نفسي نفسي.

وعن المطوعي «إنه من تولاه فإنه» (١) بكسر الهمزة فيهما على إضمار: قيل، أو على أن ﴿كُتِبَ﴾ بمعنى قيل، أو على حكاية المكتوب كما هو، كأنه قيل: كتب عليه هذا اللفظ، كما تقول: كتب إن الله يأمر بالعدل، ورويت هذه القراءة عن أبي عمرو والجعفي، وقرأ الجمهور بالفتح فيهما، فالأولي في موضع المفعول الذي لم يسأم فاعله، والفاء في الثانية جواب «من» الشرطية أو الداخلة في خبر «من» إن كانت موصولة، و «فأنه» على تقدير: فشأنه أنه يضله، أي: إضلاله، أو فله أن يضله، وقال الزمخشري: "فمن فتح فلان الأولى فاعل ﴿كُتِبَ﴾ يعني به مفعولا لم يسأم فاعله، قال: والثاني عطف عليه" انتهى، قال في (البحر): وهذا لا يجوز لأنك إذا جعلت ﴿فَأَنَّهُ﴾ عطفا على ﴿أَنَّهُ﴾ بقيت ﴿أَنَّهُ﴾ بلا استيفاء خبر لأن ﴿مَنْ تَوَلاّهُ﴾ «من» فيه مبتدأ فإن قدرتها موصولة فلا خبر لها حتى تستقل خبرا، لأنها وإن جعلتها شرطية فلا جواب لها إذا جعلت ﴿فَأَنَّهُ﴾ عطفا على ﴿أَنَّهُ﴾، ومثل قول الزمخشري قال ابن عطية، قال: "و ﴿أَنَّهُ﴾ في موضع رفع على المفعول الذي لم يسأم فاعله، و ﴿أَنَّهُ﴾ الثانية عطف على الأولى مؤكدة مثلها وهذا خطأ لما بيناه" انتهى من (البحر).

وعن الحسن «البعث» (٢) بفتح العين، وهي لغة فيه، ك «الجلب» و «الطرد»، وإسكان العين عند الكوفيين تخفيف يقيسونه فيما وسطه حرف حلق ك: «النهر والنهر»، و «الشعر والشعر»، والبصريون لا يقيسونه، وما ورد من ذلك فهو عندهم مما جاء فيه لغتان، والمعنى: إن ارتبتم في البعث فمزيل ريبكم أن تنظروا في بدء


(١) الحج: ٤، المبهج ٢/ ٧١١، مصطلح الإشارات: ٣٦٩، إيضاح الرموز: ٥٣٧، تفسير البيضاوي ٤/ ١٤٤، الدر المصون ٨/ ٢٢٨، البحر المحيط ٧/ ٤٨٤، المحرر الوجيز ٤/ ١٢٩.
(٢) الحج: ٥، مفردة الحسن: ٣٩٤، مصطلح الإشارات: ٣٦٩، إيضاح الرموز: ٥٣٧، البحر المحيط ٧/ ٤٨٤، الدر المصون ٨/ ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>