للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يرسم ﴿عُزَيْرٌ اِبْنُ اللهِ﴾ (١) ونحوه إلاّ ثابت الألف.

روى نافع أيضا عن المدني كغيره حذف ألف ﴿بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ﴾ (٢).

وكتب أكثر النّقلة للرسوم في ﴿وَلَأَوْضَعُوا/خِلالَكُمْ﴾ (٣) بزيادة ألف بين الألف المعانقة للام والواو، ولم يزدها أقلهم وزادها كلهم في ﴿أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ﴾ (٤) ب «النمل» بين الألف المعانقة للام وبين الذّال، وزادها بعضهم في ﴿لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ﴾ ب «آل عمران» كما مرّ، ﴿إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ﴾ (٥) ب «الصافات» وترك زيادتها البعض الآخر، قال الجعبري: وجه زيادة الألف حمل الخط على اللفظ فكما أنّهم قوّوا لفظ الهمزة بزيادة مدّ قبلها، كذا قوّوا صورتها بمدّ قبلها مناسبة، وكان ألفا لأنّه الأصل في المديات ومجانسة لصورة الهمزة، وهذا منطبق على المذهب الثّاني، وقال في (الكشاف) (٦): كانت الفتحة تكتب ألفا قبل الخط العربي ثمّ وضع الخط العربي قريبا من نزول القرآن، وقد بقي في الطباع أثر من ذلك الاصطلاح، ولم يكن فيه أوّل وضعه شكل فكتبوا الألف علم على الفتحة، وهذا منطبق على المذهب الأوّل، وقيل: قصد التنبيه على جواز إشباع الفتحة حتى يتولد منها ألفا أخرى وينطبق هذا على المذهبين، ووجه عدمها أنّ الألف المعانقة للام صورة الهمزة فلا حاجة إلى أخرى.

وكتب في المصحف المكي في ﴿رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ﴾ (٧) بزيادة (من) الجارة قبل ﴿تَحْتَهَا،﴾ وبحذفها من سائر المصاحف فوافق كلّ من القراءتين رسما صريحا.


(١) التوبة: ٣٠، الجميلة: ٥٢٧.
(٢) التوبة: ٨١، الجميلة: ٣٤٠.
(٣) التوبة: ٤٧، الجميلة: ١٧١، ٤٥٠.
(٤) النمل: ٢١.
(٥) آل عمران: ١٥٨، الصافات: ٦٨.
(٦) الكشاف ٢/ ٢٧٧، الدر المصون ٨/ ٤٩.
(٧) التوبة: ١٠٠، الجميلة: ٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>