للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدّوري على القول بالإدغام أو الإظهار فيندرج وخلف كحمزة فيندرج، والحاصل غير المندرج مائتين وستة عشر كذا قرأنا على كثير من مشائخنا، ولأبي عبد الله محمد القرافي مؤلف مفرد لذلك موافق لما ذكرنا مستوفيا لما بين كلّ سورتين على هذا النّحو من غير ضرب ما في السّابق من الأوجه في اللاحق منها.

وقرأ ﴿لا رَيْبَ﴾ (١) بمد (لا) النافية حمزة، وعن الحسن «لا ريبا» بالتّنوين حيث وقع (٢) بفعل مقدّر أي: لا أجد ريبا، والجمهور بغير تنوين، ولا خلاف في النّصب.

وقرأ ﴿فِيهِ هُدىً﴾ (٣) بوصل «الهاء» ب «ياء» لفظية على الأصل ابن كثير ووافقه ابن محيصن، وقرأ الباقون باختلاس كسرة «الهاء» للتّخفيف.

وأدغم «الهاء» في «الهاء» أبو عمرو بخلف عنه، وكذا يعقوب من (المصباح)، ووافقهما ابن محيصن من (المفردة) (٤)، واليزيدي بخلف عنه، والحسن والمطّوّعي (٥).


(١) البقرة: ٢، النشر ١/ ٣٦١، مفردة الحسن: ٢١٠، الإيضاح: ٢٦٣، معجم القراءات ١/ ٢٨.
(٢) كما في: البقرة: ٢، آل عمران: ٩، ٢٥، النساء: ٨٧، الأنعام: ١٢، يونس: ٣٧، الإسراء: ٩٩، الكهف: ٢١، الحج: ٧، السجدة: ٢، غافر: ٥٩، الشورى: ٧، الجاثية: ٢٦، ٣٢، انظر: مفردة الحسن: ٢١٠، إيضاح الرموز: ٢٦٣، قال الشيخ عبد الفتاح القاضي في القراءات الشاذة: ٢٧:
"لم يذكر هذه القراءة أحد من أئمة التفسير … وإنما الذي ذكرها علماء القراءات … والذي يظهر لي أن نصبه لكونه شبيها بالمضاف فهو عامل في الظرف بعده، وعليه يكون خبر (لا) محذوفا تقديره ثابت أو مستقر أو نحو ذلك"، وفي إعراب القراءات الشواذ ١/ ١٠٧ قال: يقرأ بالنصب والتنوين وفيه وجهان: الأول: أن تعلق ب ﴿رَيْبَ﴾ فيكون ﴿رَيْبَ﴾ عاملا فيما بعده، وفي الخبر على هذا وجهان: أحدهما: محذوف تقديره «لا ريبا فيه لكم» أو نحو ذلك، والثاني: الخبر قوله تعالى: ﴿لِلْمُتَّقِينَ،﴾ أي لا يرتاب فيه المتقون، والوجه الثاني: أن يكون «لا ريبا» مفعولا به، أي لا أجد ريبا فيه، ويجوز أن يكون مصدرا أي لا يرتاب فيه ريبا ".
(٣) البقرة: ٢، المبهج ٢/ ١٢، المصباح ١/ ٤٩٥، النشر ١/ ٣٠٥، إيضاح الرموز: ١١٠، مفردة ابن محيصن: ١٠٣، ٢٠١، البحر المحيط ٢/ ٤٩٩.
(٤) المفردة: ١٩٥، الإدغام الكبير لأبي عمرو: ١٩٩.
(٥) الحجة في القراءات للفارسي ١/ ١٣٢، المبهج ١/ ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>