للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الجعبري: "فوجه رفع الأوّلين بالتّنوين وفتح الثّالث: أنّ الأوّل اسم (لا) المحمولة على «ليس» تخصيصا للنفي، إذ قد يعجز أكثر النّاس عن الكفّ مطلقا، والثّاني عطف عليه، و (لا) مكرّرة للتأكيد ونفي الاجتماع، أو رفع بالابتداء على الإلغاء ونوّنا لأنّ كلا منهما أمكن مفرد بلا لام فيستحق التّنوين، وبناء الثّالث على الفتح على معنى الإخبار بانتفاء الخلاف في الحج، وذلك أنّ قريشا كانت تخالف سائر العرب فتقف بالمشعر الحرام فارتفع الخلاف بأن أمروا أن يقفوا أيضا بعرفة، ووجه رفع الثّالث … " (١)، وقرأ الباقون الثّلاثة بالفتح من غير تنوين على أنّ (لا) لنفي الجنس، والثّاني والثالث عطف على لفظهما، و (لا) مع كلّ منهما مقحمة.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب ﴿لا بَيْعٌ﴾ ﴿وَلا خُلَّةٌ﴾ ﴿وَلا شَفاعَةٌ﴾ في هذه السّورة، و ﴿لا بَيْعٌ﴾ ﴿وَلا خِلالٌ﴾ ب «إبراهيم»، و ﴿لا لَغْوٌ﴾ ﴿وَلا تَأْثِيمٌ﴾ في «الطور» (٢) بالفتح من غير تنوين، وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي، وقرأ الباقون بالرّفع والتّنوين في الكلمات السبع.

وأمال ﴿النّارِ﴾ (٣) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصّوري والدّوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأزرق بين بين كقالون من (العنوان)، وقرأ الباقون بالفتح.

وقرأ أبو جعفر بتسهيل همزة ﴿إِسْرائِيلَ﴾ (٤) وافقه المطّوّعي، واختلف في مدّها لورش من طريق الأزرق، ونصّ في (العنوان) على مدّها، وهو ظاهر عبارة مكّي وغيره، واستثناها الشّاطبي كأصله لتخفيف الثّقل باجتماع مدّ الألف المتّصلة والياء المنفصلة غالبا، والتركيب والعجمة.


(١) كنز المعاني ٣/ ١٢١٦، قال: "ووجه رفع الثلاثة ما تقدم في الاثنين"، والنقل بتصرف.
(٢) البقرة: ٢٥٤، إبراهيم: ٣١، الطور: ٢٣، النشر ٢/ ٢١١.
(٣) البقرة: ٣٩، العنوان: ١١٤.
(٤) البقرة: ٤٠، إيضاح الرموز: ٢٦٩، العنوان: ٨٠، المصطلح: ١٤٠، مفردة الحسن: ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>