للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخاطب، و ﴿يَأْمُرُهُمْ،﴾ و ﴿تَأْمُرُهُمْ﴾ (١) مخاطب أو غائب متّصل مضمر غائب، و ﴿يَنْصُرْكُمُ﴾ مطلقا (٢)، و ﴿يُشْعِرُكُمْ﴾ (٣) حيث وقع ذلك مرفوعا فأبو عمرو من أكثر الطّرق بإسكان الهمزة والرّاء كما ورد منصوصا عنه وعن أصحابه، وبه قرأ الدّاني على الفارسي عن قراءته على أبي طاهر بن أبي هاشم وعلى فارس عن قراءته على عبد الباقي، وبه قرأ أيضا من رواية السّوسي على أبي الفتح وأبي الحسن، ونصّ عليه أبو العلاء الهمداني لأبي عمرو بكماله، وابن سوار وأكثر المؤلفين (٤)، وهي لغة بني أسد وتميم طلبا للتّخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد أو نوعين، وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام للتّخفيف فإسكانه وإبقاؤه أولى (٥)، والحكم منوط بالمتحرّك في نوعيه، فخرج نحو ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ﴾ (٦) المجزوم، وبالضّمات الثلاث نحو ﴿تَأْمُرُنا،﴾ وروى جماعة عنه الاختلاس فيهما، قال الأهوازي: "وهو أن يأتي بثلثي الحركة"، قال الجعبري: "معناه بأكثرها بخلاف/ الرّوم لأنّه الإتيان بأقلّها، ونقل الأصمعي عن أبي عمرو قال: سمعت أعرابيا يختلس كسرة ﴿بارِئِكُمْ﴾ حتى كدت لا أفهم الهمزة - أي حركتها -" (٧)، ولم [يذكر] (٨) في (العنوان) عنه من الرّوايتين سوى الاختلاس، وهو اختيار بن مجاهد، لكن روى أكثر أهل الأداء الاختلاس من رواية الدّوري والإسكان من رواية السّوسي، وهو المنصوص في أكثر كتب المغاربة، وعكس بعضهم فروى الاختلاس عن السّوسي والإسكان عن الدّوري، وروى بعضهم الإتمام عن الدّوري، وأطلق الصّفراوي


(١) الأعراف: ١٥٧، الطور: ٣٢، على الترتيب.
(٢) كما في: آل عمران: ١٦٠، محمد: ٧، الملك: ٢٠.
(٣) الأنعام: ١٠٩.
(٤) المستنير ٢/ ٢٦، غاية الاختصار ٢/ ٤٠٨، المفردات للداني: ١٣٥.
(٥) كنز المعاني ٣/ ١١٢٢.
(٦) آل عمران: ١٦٠.
(٧) كنز المعاني ٣/ ١١٢٢.
(٨) ما بين المعقوفين في (الأصل، ط) [يذكره]، انظر النشر ٢/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>