للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي اختلقته -؟، وقال عثمان : "ما تمنيت ولا تغنيت منذ أسلمت"، أو من «تمنّى» إذا تلا، قال تعالى ﴿إِلاّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ (١) أي: إذا تلا وقرأ، وقال [الشاعر] (٢):

تمنّى كتاب الله أوّل ليله … وآخره لاقى حمام المقادر

وجمعها بتشديد الياء لأنّه «أفاعيل»، وإذا جمعت على «أفاعل» خفّفت الياء، والأصل التّشديد لأنّ الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي انقلبت فيه ياء، فوجه قراءة التّخفيف جمعه على «أفاعل»، ولم يعتد بحرف المدّ الذي في المفرد قال أبو حاتم: "كلّ ما جاء من هذا النّحو واحده مشدّد فلك فيه التّشديد أو التّخفيف مثل: «أناني» و «أغاني» و «أماني» ونحوه"، قال الأخفش: "هذا كما يقال في جمع مفتاح: مفاتيح ومفاتح" (٣)، ووافقه الحسن، وقرأ الباقون بالتّشديد وإظهار الإعراب (٤).

وقرأ ابن كثير وحفص وكذا رويس بخلف عنه بإظهار ذال ﴿أَتَّخَذْتُمْ﴾ (٥).

وأمال ﴿بَلى﴾ (٦) ورش من طريق الأصبهاني فيما انفرد به النّهرواني وأبو حمدون من جميع طرقه عن يحيى بن آدم عن شعبة وحمزة والكسائي وكذا خلف، ووافقهم الأعمش، وقرأ أبو عمرو من (كافي) ابن شريح و (هداية) المهدوي و (الهادي) بالتّقليل، وبه قرأ ورش من طريق الأزرق، وبالفتح أيضا، والباقون بالفتح، وبه قرأ شعيب والعليمي عن شعبة، وبه قطع في (الشّاطبيّة) كأصلها، وهي هنا إثبات


(١) الحج: ٢٥، المعجم الكبير ١/ ٨٥ (١٢٤)، تاريخ المدينة ٢/ ٢١٣.
(٢) زيادة يقتضيها السياق، قائل البيت: كعب بن مالك، وهو من بحر الطويل، قاله يرثي عثمان بن عفان ، انظر: لسان العرب ١٥/ ٢٩٢، العين ٨/ ٣٩٠، تاج العروس ٣٩/ ٥٦٣.
(٣) معاني القرآن: ١١٨.
(٤) انظر: البحر المحيط ١/ ٤٣٥، ٤٤٥، الدر المصون ١/ ٤٤٧.
(٥) البقرة: ٨٠، إيضاح الرموز: ٢٧٨.
(٦) البقرة: ٨١، النشر ٢/ ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>