للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى خلافا لهشام إذ زعم أنّ المحذوفة هي التي للمضارعة الدالة في مثل هذا على الخطاب" (١) انتهى، ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بإدغام التّاء في الظاء لشدّة قرب المخرج، ولم يدغم التّاء في الثّلاثة يؤدى إلى إسكان أوّل الكلمة، وعن الحسن هنا تشديد الظاء والهاء مع فتحهما وحذف الألف (٢)، ومعناها كلّها واحد/وهو التّعارف والتّناصر.

واختلف في ﴿أُسارى﴾ (٣) فحمزة بفتح الهمزة وسكون السّين من غير ألف، وبالإمالة على وزن «فعلى»، جمع: أسير، بمعنى: مأسور، ك «جريح»، و «جرحى»، ووافقه الأعمش، وكذلك الحسن لكنّه قرأ بالفتح.

وقرأ أبو عمرو والكسائي وكذا خلف بالإمالة مع ضمّ الهمزة وفتح السّين وبألف بعدها على وزن «فعالى»، جمعه: ك «سكرى» و «سكارى»، وقيل: هو أيضا جمع:

أسير، وكأنّه شبه بالكسلان، وجمع جمعه، قاله البيضاوي (٤) وغيره، وهو معنى قول الجعبرى: "أو حمل على «كسلان» و «كسالى» بجامع عدم الانبعاث (٥) كالعكس" (٦)، وافقهم اليزيدي (٧).

واختلف عن الدوري عن الكسائي في الألف التي بعد السّين فأمالها عنه الضّرير، ويلزم منه إمالة فتحة السّين، ورواه غيره عنه بفتحها.

وقرأ الباقون بضم الهمزة وبالألف من غير إمالة إلاّ ورشا فأمالها بين بين.


(١) البحر المحيط ١/ ٤٥٩.
(٢) أي «تطّهّرون».
(٣) البقرة: ٨٥، النشر ٢/ ٢١٩، المبهج ١/ ٤٧٠، إيضاح الرموز: ٢٧٩، مصطلح الإشارات: ١٤٧، الدر المصون ١/ ٤٨٠.
(٤) تفسير البيضاوي ١/ ٣٥٦.
(٥) انبعث: هب واندفع، المعجم الوسيط ١/ ٦٤.
(٦) كنز المعاني ٣/ ١١٤٤.
(٧) المبهج ١/ ٤٧٠، البحر المحيط ١/ ٤٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>