للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهابها في/الإدغام، وأيضا فقد سمع الإسكان في هذا الحرف نصّا عن العرب قال (١):

أرنا إدواة عبد الله نملؤها … من ماء زمزم إنّ القوم قد عطشوا

وأيضا فهي قراءة متواترة فإنكارها خطأ (٢).

والسكون لأبي عمرو في الخمسة مروي عن العراقيين، والاختلاس رواه ابن مجاهد عن أبي الزّعراء وفارس والحمامي، والنهرواني عن زيد عن ابن فرج كلاهما عن الدّوري، وكذلك روي الطرسوسي عن السامري وأبو بكر الخيّاط عن ابن المظفر عن ابن حبش كلاهما عن ابن جرير والشنبوذي عن ابن جمهور كلاهما عن السّوسي، وروى الدّاني ومن وافقه من المغاربة الإسكان للسّوسي والاختلاس للدّوري، قال في «البحر»: "والاختلاس حسن مشهور في العربية" (٣)، وقال الجعبري: "وجهه الجمع بين التّخفيف والدلالة" (٤) أي على الحركة.

وقرأ الباقون بالإتمام لأنّ حركة الهمزة نقلت إلى الراء فأقرت، وبه قرأ اليزيدي فخالف أبا عمرو، وبه قرأ الدّاجوني عن أصحابه عن هشام ب «فصلت»، وجمع ابن ذكوان ومن معه بين اللغتين مع اتّباع الأثر.

واختلف في «وأوصى بها إبراهيم» (٥) فنافع وابن عامر، وكذا أبو جعفر بهمزة مفتوحة بين الواوين وإسكان الثّانية وتخفيف الصّاد، وهو موافق لرسم المصحف المدني والشامي، "قال ثعلب: أملى عليّ خلف بن هشام البزار قال:

اختلف مصحف أهل المدينة وأهل العراق في اثنا عشر حرفا: كتب أهل المدينة


(١) لم أعرف قائله، انظر: البحر المحيط ١/ ٥٦١، والدر المصون ٢/ ١١٩:" ظمئوا ".
(٢) البحر المحيط ١/ ٥٦١.
(٣) البحر المحيط ١/ ٥٦١.
(٤) كنز المعاني ٣/ ١١٧٧.
(٥) البقرة: ١٣٢، النشر ٢/ ٢٢٢، المبهج ١/ ٤٨٤، إيضاح الرموز: ٢٨٨، مصطلح الإشارات: ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>