للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضا، وأثبتت وصلا إجراء للوصل مجرى الوقف، وهو في القرآن كثير، أو تكون الهاء أصلا بنفسها.

وأمال ﴿حِمارِكَ﴾ (١) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق ابن الأخرم فيما رواه الجمهور عنه، والدّوري عن الكسائي، وقرأ ورش من طريق الأزرق بين اللفظين، وبذلك قرأ قالون من (العنوان)، ولم يذكر إمالتها لابن ذكوان؛ نعم ذكر في سورة «الجمعة» إمالة ﴿الْحِمارِ﴾ له لكن قال في (النّشر): "ولا أعلم أحدا فرّق بينهما غيره" (٢)، والباقون بالفتح.

واختلف في ﴿(نُنْشِزُها)(٣) فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالزاي وضم النّون وكسر الشين من الارتفاع، ومنه «نشز الأرض» وهو المرتفع، والمعنى تحرك العظام وترفع بعضها إلى بعض للإحياء، ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالرّاء المهملة من: «أنشر الله الموتى» أي: أحياهم، وعن الحسن فتح النّون وضم الشين (٤) من: «نشر».

واختلف في ﴿قالَ أَعْلَمُ﴾ (٥) فحمزة والكسائي بالوصل وإسكان الميم على الأصل، وفي فاعله قولان أظهرهما أنّه ضمير يعود على الله - تعالى - أو على الملك أي: قال الله، أو الملك لذلك المارّ ﴿أَعْلَمُ،﴾ والثّاني/: أنّه ضمير يعود على المارّ نفسه، نزّل نفسه منزلة الأجنبي فخاطبها، فجرّد (٦) من نفسه مخاطبا يخاطبه، وافقهما


(١) البقرة: ٢٥٩.
(٢) الجمعة: ٥، النشر ٢/ ٥٧، العنوان: ١١٤.
(٣) البقرة: ٢٥٩، النشر ٢٣٢، المبهج ١/ ٥٠٥، مفردة الحسن: ٢٣١، إيضاح الرموز: ٣٠٦، مصطلح الإشارات: ١٧٠، الدر المصون ٣/ ١٠٣، البحر المحيط ٢/ ٦٢٣.
(٤) أي: (ننشرها)، (ننشرها).
(٥) البقرة: ٢٥٩، النشر ٢/ ٢٣١، المبهج ١/ ٥٠٦، إيضاح الرموز: ٣٠٦، مصطلح الإشارات: ١٧١، الدر المصون ٣/ ١٠٧ والنقل بتصرف، البحر المحيط ٢/ ٦٤١.
(٦) وهو نوع من أنواع البلاغة يعرف بالتجريد عند البلاغيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>