للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرج عليه من أئمة القراءة، وأيّده بقول إمام النّحاة في عصره أبي عبد الله ابن مالك في قصيدته (الدالية) حيث قال (١):

ووجهان في كنتم تمنون مع تفك … كهون وأخفى عنه بعض مجودا

تلاقي ساكن صحيح كهل ترب … صون ومن يكسر يحد عن الابتدا

وروى جماعة كالفحام والطّبري عن النّقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي التّخفيف في ذلك كلّه، وافقه ابن محيصن على التّشديد فيهن غير ابن الصلت من (المبهج)، وروى صاحب (المفردة) تخفيفهن عنه كابن الصلت من (المبهج) إلاّ ﴿لِتَعارَفُوا،﴾ وكذا قرأ رويس في ﴿ناراً تَلَظّى،﴾ وكذا أبو جعفر في ﴿لا تَناصَرُونَ،﴾ وقرأ البزّي بخلف عنه كذلك في ﴿كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ﴾ و ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ،﴾ وقد يلغز بها فيقال: أي المثلين أدغم الأوّل منهما في الثّاني ابن كثير من رواية البزّي وأظهره غيره، وقرأ الباقون بالتّخفيف في كلّها (٢).

وأمال «الأنصار» (٣) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصّوري والدّوري عن الكسائي وقرأ ورش بين اللفظين، وبذلك قرأ قالون وحمزة من (العنوان) (٤)، والباقون بالفتح.

واختلف في ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ﴾ (٥) فيعقوب بكسر التّاء مبنيّا للفاعل، والفاعل ضمير الله - تعالى -، و «مَنْ» مفعول مقدّم [و ﴿الْحِكْمَةَ﴾] (٦) مفعول ثان،


(١) القصيدة المالكية: ٧٢.
(٢) النشر ٢/ ٢٣٤، المبهج ١/ ٥٠٨، إيضاح الرموز: ٣٠٨، مصطلح الإشارات: ١٧٢، كنز المعاني ٣/ ١٢٦٧.
(٣) البقرة: ٢٧٠ من قوله ﴿وَما لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ﴾.
(٤) أي ورش من طريق الأزرق، وانظر: العنوان: ١١٤.
(٥) البقرة: ٢٦٩، النشر ٢/ ٢٣٦، المبهج ١/ ٥٠٨، إيضاح الرموز: ٣٠٩، مصطلح الإشارات: ١٧٣، الدر المصون ٣/ ١٣٧، والنقل بتصرف.
(٦) في (ج، س) [والجملة]، الدر المصون ٣/ ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>