للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمع «رهن»، و «فعل» يجمع على «فعل» نحو: «سقف» و «سقف»، قال أبو عمرو:

"إنّما قرأت «فرهن» للفصل بين" الرّهان "في الخيل وبين جمع «رهن» في غيرها"، وافقهما ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بكسر الرّاء وفتح الهاء وألف بعدها جمع «رهن»، و «فعل» و «فعال» يطرد كثيرا نحو: «كعب» و «كعاب»، و «كلب» و «كلاب».

وأبدل ورش وكذا أبو جعفر ﴿فَلْيُؤَدِّ،﴾ وأبدل همزة ﴿الَّذِي اُؤْتُمِنَ﴾ (١) ياء من جنس سابقها ورش وأبو عمرو وكذا أبو جعفر، وافقهم اليزيدي لكن بخلف عنه كأبي عمرو، وبه وقف حمزة، وحكى له التّحقيق أيضا، وإليه ذهب ابن سفيان وتبعه جماعة من المغاربة، وعلّل بأنّ الهمزة فيه مبتدأه، وضعف، واستنبط أبو شامة ثالثا وهو: زيادة المدّ على حرف المدّ المبدل، وعبارته: "فإذا أبدل هذا الهمز حرف مد وكان قبله من جنسه، وكان يحذف لأجل سكون الهمز اتّجه وجهان:

أحدهما: عود الحرف المحذوف لزوال ما اقتضى حذفه؛ وهو الهمزة السّاكنة، فإن الجمع بين حرفي مد من جنس واحد ممكن بتطويل المدّ.

والوجه الثّاني: حذفه لوجود السّاكن، قال: وهذان الوجهان هما المذكوران في قول الشّاطبي (٢):

ويبدله مهما تطرّف مثله … ويقصر أو يمضي على المدّ أطولا

قال: وينبني على الوجهين جواز الإمالة في قوله - تعالى: ﴿إِلَى الْهُدَى اِئْتِنا﴾ لحمزة لورش أيضا فإن أثبتنا الألف الأصلية أملنا، وإن حذفنا فلا تمال ويلزم من الإمالة إمالة الألف المبدلة، فالاختيار المنع" (٣) انتهى.


(١) البقرة: ٢٨٣ معا، الهادي: ١٣٦، النشر ٢/ ٢٣٨.
(٢) الشاطبية بيت: (٢٣٩).
(٣) إبراز المعاني ١/ ٤٠٦، النشر ١/ ٤٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>