للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿لا رَيْبَ﴾ (١): (ك) على تقدير إضمار الخبر، أي فيه، واختاره في (النّهر) (٢) فيكون من مجاز الحذف، وكذا يكون ﴿لا رَيْبَ﴾ تاما، أو جعلناه بمعنى حقّا، كأنّه قال: ﴿الم * ذلِكَ الْكِتابُ﴾ حقّا وإليه ذهب الزجاج، وعلى التّقديرين فهي جملة نعت أن يكون فيه شيء من الريب وحينئذ فيبتدأ بالظرف الثّاني، لكن يرد الوقف عليه - أي على ﴿لا رَيْبَ -،﴾ قوله في سورة «السجدة» ﴿لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ (٣) كما صرّح به ابن هشام في «المغني»، وابن الجزري في (النّشر) (٤)، وابن كثير في تفسيره ولفظه: "ومعنى الكلام أنّ هذا الكتاب وهو القرآن لا شك فيه أنّه منزّل من عند الله كما قال في «السجدة» ﴿الم * تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ،﴾ ومن القراء من يقف على قوله ﴿لا رَيْبَ،﴾ ويبتدئ بقوله ﴿فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ،﴾ والوقف على ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾ أولى للآية التي ذكرناها" (٥) انتهى، وحينئذ فهو (ن) ويكون ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾ (ت) على خبرية الظرف، ورفع التّالي بمبتدأ محذوف بتقدير «هو» أو «فيه».

﴿هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٦): (ت) على رفع الموصول مبتدأ وخبره ﴿أُولئِكَ،﴾ (ك) على جعله خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، أو نصبه ب «أعنى»، (ن) على جرّه صفة ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ فلا يفصل بينهما، وقد يسوغه الفاصلة فيكون حسنا لا يبتدئ بما بعده للتّعلق اللفظي.

﴿بِالْغَيْبِ﴾ (٧): (ح).


(١) البقرة: ٢، المرشد ١/ ١٢٤، المكتفى: ١٥٨، منار الهدى: ٢٩، الإيضاح ١/ ٤٨٤، وقف هبطي: ١٩٧.
(٢) النهر الماد ١/ ٢٠، معاني القرآن للزجاج ١/ ٧٠.
(٣) السجدة: ٢.
(٤) النشر ١/ ٢٣٢.
(٥) تفسير ابن كثير ١/ ١٦٢.
(٦) البقرة: ٣، المرشد ١/ ١٢٤، المكتفى: ١٥٨، الإيضاح ١/ ٤٨٧، منار الهدى: ٣٠، العلل ١/ ١٧٣، وصف الاهتداء: ٢٢ /أ، القطع ١/ ٣٤.
(٧) البقرة: ٣، المرشد ١/ ١٢٦، وقال: «جائز»، وفي الإيضاح ١/ ٤٩١ «حسن» وليس بتام، -

<<  <  ج: ص:  >  >>