للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمّا توفّي الصّديق وقام بالأمر بعده عمر بن الخطاب ثمّ عثمان بن عفان أشير على عثمان بجمع القرآن في المصحف، فعن أنس بن مالك: أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشّام في فتح أرمينية (١) وأذربيجان (٢) بفتح الهمزة، والذّال المعجمة، وسكون الرّاء، وكسر الموحدة بعدها تحتيّة ساكنة، ثمّ جيم مخفّفة آخره نون مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: أدرك هذه الأمّة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنّصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي بالصّحف ننسخها في المصاحف ثمّ نردّها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان وأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزّبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثّلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنّما نزل بلسانهم ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصّحف في المصاحف ردّ عثمان الصّحف إلى حفصة، وأرسل إلى كلّ أفق بمصحف


(١) إرمينية: بكسر أوله ويفتح، وسكون ثانيه وكسر الميم وياء ساكنة وكسر النون وياء خفيفة مفتوحة، والنسبة إليها أرمني، هي المنطقة الجبلية الوسطى العالية التي تحدها آسية الصغرى من الغرب وهضبة أذربيجان والشاطئ الجنوبي لبحر قزوين من الشرق والشرق الجنوبي وساحل بحر الأسود والقوقاز من الشمال والشمال الشرقي والركن الشمالي الغربي من أرض الجزيرة من الجنوب وهي بلاد واسعة بين روسيا وتركيا، وفارس، فتحها المسلمون في عهد معاوية ، دائرة معارف القرن العشرين ١/ ٢١٣، معجم البلدان ١/ ١٥٩.
(٢) وقيل بمد الهمزة في أولها أي «آذربيجان»، والنسبة إليها أذري بالتحريك إقليم يقع في أقصى الجنوب الغربي من بحر قزوين ويمتد على ساحله ويتصل حده من جهة الجنوب ببلاد الديلم ومن الغرب والشمال بأرمينية ويجري في شماله نهر «الرس»، ويفصل هذا النهر بينه وبين بلاد القوقاز كما يجري في جنوبه نهر «سفيدرود» أي النهر الأبيض ويفصل هذا النهر بينه وبين منطقة الجبال «بلاد الديلم»، أهم مدنه: أردبيل، أرمية، مرند، خوى، مراغة، تبريز، وكانت مدينة أردبيل قاعدة الإقليم ثم مدينة تبريز في أواخر عهد بني العباس وبعد الغزو المغولي أخذت مدينة «مراغة» مكانها ثم عادت تبريز إلى مجدها أيام الملوك الصفويين، وتقع أذربيجان اليوم في الجزء الشمالي الغربي من إيران. أشهر مدنها «تبريز»، فتحت في عهد عمر بن الخطاب، انظر: معجم البلدان ١/ ١٢٩، دائرة معارف القرن العشرين ١/ ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>