للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنصوب وهو أيضا في موضعين: ﴿كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ﴾ هنا (١)، ﴿إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ﴾ في «ص» (٢)، فأمالهما عنه النّقّاش عن الأخفش، وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش، والوجهان في (الشّاطبيّة) كأصلها، وقرأ ورش بترقيق رائه حيث وقع، وقرأ الباقون بالفتح والتفخيم (٣).

وأمال حمزة والكسائي وكذا خلف ﴿أَنّى لَكِ،﴾ و ﴿أَنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ،﴾ و ﴿أَنّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ﴾ و ﴿قُلْتُمْ أَنّى هذا﴾ (٤) وافقهم الأعمش، ولورش من طريق الأزرق الفتح وبين بين، وبه قرأ قالون من (العنوان)، وقرأ الدّوري عن أبي عمرو، والباقون بالفتح، وبه قرأ أبو عمرو من (العنوان) (٥).

واختلف في ﴿فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ﴾ (٦) فحمزة والكسائي وكذا خلف بالألف ممالة بعد الدّال على أصولهم، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بتاء التّأنيث ساكنة بعدها والفتح لأنّ الجمع المكسر يجوز في الفعل المسند إليه التذكير باعتبار الجمع، والتأنيث باعتبار الجماعة، ومثل هذا ﴿إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ﴾ (٧) تقرأ بالياء وبالتاء، وقد تجرّأ بعضهم كأبي البقاء على قراءة التّاء لما فيها من موافقة دعوى الجاهلية لأنّهم زعموا أنّ الملائكة إناث (٨)، قال أبو البقاء (٩): "ولذلك قرأ من قرأ «فناداه» بغير تاء، والقراءة به غير جيدة لأنّ ﴿الْمَلائِكَةُ﴾ جمع؟ "، وأجيب: بأنّ الإجماع على إثبات التّاء في قوله: ﴿وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ﴾ وبأنّهما قراءتان متواترتان


(١) آل عمران: ٣٧.
(٢) ص: ٢١.
(٣) في (أ، ط): [بالروم والإشمام … رائه حيث وقع] وهو تكرار الفقرة كاملة بطولها.
(٤) آل عمران: ٣٧، ٤٠، ٤٧، ١٦٥.
(٥) النشر ٢/ ٦٥، العنوان: ١٥٧.
(٦) آل عمران: ٣٩، النشر ٢/ ٢٤٠، المبهج ٢/ ١٤٨، الإيضاح: ٣٢٠، الدر المصون ٣/ ١٥٠.
(٧) الأنفال: ٥٠.
(٨) الدر المصون ٣/ ١٥٠، أبو البقاء ذكر القول ثم أجاب عليه فليس فيه تجرؤ منه كما في الدر.
(٩) إملاء أبي البقاء ١/ ١٣٣، التبيان ١/ ٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>