للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة … أتتك من الحجّاج يتلى كتابها

قال الجعبري (١): "ولا معنى لإنكار أبي حاتم التّخفيف بعد ثبوته"، وافقهما على الثلاث سور الأعمش، وزاد حمزة فخفّف ﴿يُبَشِّرُهُمْ﴾ في «التوبة» (٢)، والأولى من «الحجر» ﴿إِنّا نُبَشِّرُكَ﴾ (٣)، وموضعي «مريم» ﴿إِنّا نُبَشِّرُكَ﴾ و ﴿لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ﴾ (٤) وافقه المطّوّعي، وخفّف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ﴿ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ﴾ في «الشورى» (٥)، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والأعمش والحسن، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الباء وكسر الشّين مشدّدة في الجميع من «بشر» المضعّف على التّكثير، وهو لغة/أهل الحجاز (٦)، ولم يرد الخلاف إلاّ في المضارع دون الماضي والأمر، والمختلف فيه تسع كلمات كما ذكر، وقد تحصّل ممّا ذكر أنّ القرّاء فيها على أربعة مراتب:

فنافع وابن عامر وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب وخلف بضم الياء وفتح الموحدة وكسر الشّين مشدّدة في الجميع.

وحمزة خفف الجميع موافقة لغير الحجازية، وافقهم الأعمش.

وابن كثير وأبو عمرو ثقّلا الجميع إلاّ الذي في «الشورى» فخفّفاه، وافقهما ابن محيصن واليزيدي والحسن.

وأمّا الكسائي فخفّف خمسا منها وثقّل أربعا؛ فخفف كلمتي هذه السّورة وكلمات «الإسراء» و «الكهف» و «الشورى» جمعا بين اللغتين أو لاتباع الأثر.


(١) كنز المعاني ٣/ ١٣٢٧، المبهج ٢/ ١٥٠، مصطلح الإشارات: ١٨٣، إيضاح الرموز: ٣٢٠.
(٢) التوبة: ٢١.
(٣) الحجر: ٥٣.
(٤) مريم: ٧، ٩٧.
(٥) الشورى: ٢٣، ذكر في مفردة الحسن: ٤٧٠ التشديد في موضع الشورى.
(٦) الدر المصون ٣/ ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>